نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 90
و قد علمت[1]
أنّ الإسلام جاء و العبّاس يمون[2] أبا طالب و عياله للأزمّة
التي أصابته، و لو لا أنّ العبّاس أخرج إلى بدر مكرها لمات طالب و عقيل جوعا، و
للحسا جفان عتبة و شيبة، و لكنّه كان من المطعمين، فأذهب[3]
عنكم العار و السبّة، و كفّاكم النّفقة و المؤونة، ثمّ فدى عقيلا يوم بدر، فكيف
تفخرون علينا؟ و قد علناكم في الكفر، و فديناكم من الأسر[4]،
و حزنا عليكم مكارم الآباء، و ورثنا دونكم خاتم الأنبياء، و طلبنا ثاركم فأدركنا
[منه] ما عجزتم عنه. و السّلام[5].
و لمّا يئس أبو جعفر منه، بعث إليه عيسى بن موسى عمّه، و قال[6]:
ما أبالي أيّهما قتل صاحبه، لأنّ السفّاح كان قد عهد إلى عيسى بعد أبي جعفر، و أبو
جعفر كان يكره ذلك، و جهّز مع عيسى أربعة آلاف ثمّ قال له: ابذل له الأمان قبل
قتاله، و سار عيسى، فلمّا وصل إلى فيد كتب إلى جماعة من أصحاب محمّد فتفرّقوا عنه،
[5] - رواه المبرّد في أواخر
المجلّد 2 من الكامل ص 385- 388 مع مغايرات لفظيّة، و البلاذري في ترجمته عليه
السّلام من أنساب الأشراف ص 98- 102 برقم 106 إلى قوله: لمّا حضرته الوفاة أمر
بالصّلاة غيره، و الطّبري في حوادث سنة 145 من تاريخه 7/ 568- 571، و ابن عبد ربّه
في اليتيمة الثّانية من العقد الفريد 5/ 80- 83 من أخبار الطالبيّين، و ابن الأثير
في الكامل 5/ 538- 542، و الذّهبي في حوادث سنة 145 من تاريخ الإسلام ص 24- 26، و
ابن كثير في البداية و النّهاية 10/ 88.
و ليلاحظ ما ذكره ابن أبي الحديد
في شرح المختار 211 من باب الخطب من شرح نهج البلاغة 11/ 118، و ما رواه ابن طاووس
في الطرائف 1/ 278 في عنوان:« ما قاله المأمون في فضائل عليّ»، و ما أورده ابن عبد
ربّه في اليتيمة الثّانية في أخبار زياد و الحجّاج و الطالبيّين من كتاب العقد
الفريد 5/ 90 تحت عنوان:« احتجاج المأمون على الفقهاء في فضل عليّ عليه السّلام».