فبكى المتوكّل حتّى بلّت‌[1] لحيته دموع عينيه‌[2]، و بكى الحاضرون، و دفع إلى عليّ‌[3] أربعة آلاف دينار، ثمّ ردّه إلى منزله مكرما[4].

و قال يحيى بن هرثمة[5]: تذاكر الفقهاء يوما بحضرة المتوكّل من حلق رأس آدم [حين حجّ‌]؟ فلم يعرفوا من حلقه، فقال المتوكّل: أرسلوا إلى عليّ بن محمّد بن عليّ الرّضا، فأحضروه، فحضر فسألوه، فقال: «حدّثني أبي، عن جدّي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبيه، قال: [قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلّم:] إنّ اللّه [تعالى‌][6] أمر جبرئيل أن ينزل‌

[1] - ج و ش و ن: بلّ.

[2] - ط: عينه.

[3] - ط و ض: و رفع إلى ...، أ و ج و ش و ن: و دفع لعليّ ...

[4] - مروج الذّهب 4/ 11 في ذكر أيّام المتوكّل، و ما بين المعقوفين مأخوذ منه.

و رواه أيضا ابن خلّكان في ترجمة الإمام عليّ الهادي عليه السّلام من وفيات الأعيان 3/ 272 برقم 424، و الصّفدي في ترجمته عليه السّلام من الوافي بالوفيات 22/ 72 برقم 24، و أبو الفداء في حوادث سنة 254 من تاريخه 1/ 360، و ابن الوردي في حوادث سنة 254 من تاريخه 1/ 223، و اليافعي في حوادث سنة 254 من مرآة الجنان 2/ 119، و ابن كثير في حوادث سنة 254 من البداية و النّهاية 11/ 17.

و انظر أيضا عن الأبيات في كتاب الزّهد من عيون الأخبار لابن قتيبة 2/ 303، و البصائر و الذّخائر لأبي حيّان التّوحيدي 4/ 198 برقم 715.

[5] - كذا في خ و هامش ط، و في ض و ط و ع: يحيى بن هبيرة.

و الحديث رواه الخطيب في ترجمته عليه السّلام من تاريخ بغداد 12/ 56 برقم 6440 بسنده عن محمّد بن يحيى المعاذي قال: قال يحيى بن أكثم- في مجلس للواثق و الفقهاء بحضرته-: من حلق رأس آدم ...

و انظر ما أورده الشّيخ الصّدوق في الباب 159 من علل الشّرائع ص 420 في عنوان:« العلّة التي من أجلها صار الحرم مقدار ما هو».

و قال ابن خلّكان في ترجمة مقاتل بن سليمان صاحب التّفسير من وفيات الأعيان 5/ 255 تحت الرقم 733:

قال إبراهيم الحربي: قعد مقاتل بن سليمان فقال: سلوني عمّا دون العرش!! فقال له رجل: آدم صلى اللّه عليه و سلّم حين حجّ من حلق رأسه؟ فقال له: ليس هذا من علمكم، و لكن اللّه تعالى أراد أن يبتليني لمّا أعجبتني نفسي.

[6] - زيادة من م.