فإن قيل: فقد أخرج هذا الحديث جدّك في الموضوعات[2]،
و قال: أخبرنا به [محمّد] بن ناصر، عن محمّد بن أبي نصر الحميدي، عن الحسن بن عبد
الرحمان، عن أبي القاسم [عبيد اللّه بن محمّد] السّقطي، عن عثمان بن أحمد
الدّقّاق، عن عبد اللّه بن ثابت، عن أبيه، [عن] الهذيل [بن حبيب]، عن أبي عبد
اللّه السّمرقندي، عن عبد اللّه بن كثير[3]،
عن الأصبغ بن نباتة، قال: مرض الحسن و الحسين، و ذكره.
ثمّ قال جدّك: قد نزّه اللّه ذينك الفصيحين عن هذا الشّعر
الرّكيك، و نزّههما عن منع الطّفلين عن أكل الطّعام، و في إسناده الأصبغ بن نباتة،
متروك الحديث.
و الجواب: أمّا قوله: قد نزّه اللّه ذينك الفصيحين عن هذا
الشّعر الرّكيك، فهذا على عادة العرب في الرّجز و الجنب، كقول القائل: «و اللّه لو
لا اللّه ما اهتدينا»، و نحو ذلك، و قد تمثّل به النّبيّ صلى اللّه عليه و سلّم.
[2] - 1/ 293، الحديث الثّالث و
الأربعون من باب فضائل عليّ عليه السّلام. و ما بين المعقوفات منه.
و رواه أيضا الكنجي في الباب 97
من كفاية الطّالب ص 345، بسنده عن محمّد بن عبد الباقي، عن محمّد بن أبي نصر، بهذا
الإسناد، ثمّ قال: قلت: هكذا رواه الحافظ أبو عبد اللّه الحميدي في فوائده، و ما
رويناه إلّا من هذا الوجه. و رواه الحاكم أبو عبد اللّه في مناقب فاطمة عليه
السّلام، و رواه ابن جرير الطّبري أطول من هذا في سبب نزول هل أتى.
و قد سمعت الحافظ العلّامة أبا
عمرو عثمان بن عبد الرحمان المعروف بابن الصّلاح في درس التّفسير في سورة هل أتى،
و ذكر الحديث و قال فيه: إنّ السؤّال كانوا ملائكة من عند ربّ العالمين، و كان ذلك
امتحانا من اللّه عزّ و جلّ لأهل بيت الرّسول صلى اللّه عليه و سلّم.
و سمعت بمكّة- حرسها اللّه تعالى-
من شيخ الحرم بشير التّبريزي في درس التّفسير، أنّ السائل الأوّل كان جبرئيل، و
الثّاني ميكائيل، و الثّالث كان إسرافيل عليهم السّلام.
و رواه أيضا الحسكاني في الحديث
1055 من شواهد التّنزيل 2/ 404 بسنده عن محمّد بن عبيد اللّه، عن عثمان بن أحمد،
عن عبد اللّه بن ثابت، عن أبيه، عن الهذيل، عن مقاتل، عن الأصبغ.
[3] - كذا في النّسخ، و في المصدر
و كفاية الطّالب: محمّد بن كثير الكوفي.
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 348