فقال سليمان: هو ما تقول، غير أنّ الذي جهّز إليه الجيوش
بالشّام هو الفاسق بن الفاسق ابن مرجانة- و كان ابن زياد لمّا بلغه موت يزيد هرب
من البصرة إلى الشّام[2]، فالتجأ إلى مروان بن الحكم،
و هو الذي ولّاه الخلافة- قال سليمان: فإذا قتلناه عدنا إلى قتلة الحسين عليه
السّلام[3].
ثمّ سار سليمان بمن معه- و كانوا يسمّون التّوّابين- فلم
يزالوا سائرين إلى عين [ال] وردة- و هي بالخابور قريبة من أعمال قرقيسياء[4]-
فالتقاهم عبيد اللّه بن زياد هناك في جيوش أهل الشّام، جهّزهم معه مروان بن الحكم،
فاقتتلوا أيّاما، و كانوا في أربعة آلاف و ابن زياد في ثلاثين ألفا[5]،
ثمّ التقوا يوما فكانت[6] لسليمان في أوّل النّهار، ثمّ
عادت عليه في آخره.
[3] - تاريخ الطّبري 5/ 583- 586،
و المنتظم 6- 35- 36، و البداية و النّهاية 8/ 254- 255، و الكامل في التّاريخ 4/
175- 176، و الفتوح لابن أعثم 6/ 58- 66.
[4] - قال ياقوت في معجم البلدان:
عين الوردة: هو رأس عين، المدينة المشهورة بالجزيرة.
و الخابور: هو اسم لنهر كبير بين
رأس عين و الفرات من أرض الجزيرة ولاية واسعة و بلدان جمة غلب عليها اسمه فنسبت
إليه من البلاد قرقيسياء و ...
و رأس عين- و يقال: رأس العين-:
هي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران و نصيبين و دنيسر ...
و فيها عيون كثيرة عجيبة صافية،
تجتمع كلّها في موضع، فتصير نهر الخابور ...
[5] - في ترجمة سليمان بن صرد من
الطّبقات الكبرى 4/ 293: عشرين ألفا.