نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 239
الأجلاف[1]،
أعداء اللّه و أعداء رسوله، الذين قاتلوا رسول اللّه في كلّ موطن، وجدّك و أبوك هم
الذين ظاهروا على اللّه و رسوله، و لكن إن سبقتني قبل أن آخذ منك ثاري في الدّنيا
فقد قتل النّبيّون قبلي، و كفى باللّه ناصرا، و لتعلمنّ نبأه بعد حين.
ثمّ إنّك تطلب مودّتي، و قد علمت أنّي لما بايعتك ما فعلت ذلك
إلّا و أنا أعلم أنّ ولد أبي و عمّي أولى بهذا الأمر منك و من أبيك، و لكنّكم
معتدين مدّعين، أخذتم ما ليس لكم بحقّ، و تعدّيتم على من له الحقّ، و إنّي على
يقين من اللّه أن يعذّبكم، كما عذّب قوم عاد و ثمود و قوم لوط و أصحاب مدين.
يا يزيد، و إنّ من أعظم الشّماتة حملك بنات رسول اللّه و
أطفاله و حرمه [و أهله][2] من العراق إلى الشّام أسارى،
مجلوبين مسلوبين، تري النّاس قدرتك علينا، و أنّك قد قهرتنا و استوليت على آل رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلّم، و في ظنّك أنّك أخذت بثار أهلك الكفرة الفجرة يوم
بدر، و أظهرت الانتقام الذي كنت تخفيه، و الأضغان التي تكمن في قلبك كمون النّار
في الزّناد، و جعلت أنت و أبوك دم عثمان وسيلة إلى إظهارها! فالويل لكما[3]
من ديّان يوم الدّين.
و و اللّه لئن أصبحت آمنا من جراحة يدي، فما أنت بآمن من
جراحة لساني، بفيك الكثكث، و أنت المفنّد المثبور، و لك الأثلب، و أنت المذموم، و
لا يغرنّك أن ظفرت بنا اليوم، فو اللّه لئن[4]
لم نظفر بك اليوم لنظفرنّ غدا بين يدي الحاكم العدل الذي لا يجور في حكمه، و سوف
يأخذك سريعا أخذا أليما، و يخرجك من الدّنيا
[1] - كذا في النّسخ، و في تاريخ
اليعقوبي: فنحن أولئك، لسنا كآبائك الأجلاف الجفاة الأكباد الحمير.