responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 223

و قال الرّبيع بن أنس: رثاه عبيد اللّه بن الحرّ [الجعفي‌] فقال:

يقول أمير غادر أيّ غادر:

ألا كنت قاتلت الشّهيد ابن فاطمة

و نفسي على خذلانه و اعتزاله‌

و بيعة هذا النّاكث العهد لائمة

فيا ندمي ألّا أكون نصرته‌

ألا كلّ نفس لا تسدّد نادمة

و إنّي على أن لم أكن من حماته‌

لذو حسرة ما إن تفارق لازمة

سقى اللّه أرواح الذين تآزروا

على نصره سقيا من الغيث دائمة

وقفت على أطلالهم و محالّهم‌

فكاد الحشا ينفضّ و العين ساجمة

لعمري لقد كانوا سراعا إلى الوغى‌

مصاليت في الهيجا حماة خضارمة

تآسوا على نصر ابن بنت نبيّهم‌

بأسيافهم آساد غيل ضراغمة[1]

فإن يقتلوا فكلّ نفس تقيّة

على الأرض قد أضحت لذلك واجمة

و ما أن رأى الرّاؤون أفضل منهم‌

لدى الموت سادات و زهر قماقمة

أيقتلهم ظلما و يرجو[2] و دادنا

فدع خطّة ليست لنا بملائمة

لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم‌

فكم ناقم منّا عليكم و ناقمة

أهمّ مرارا أن أسير بجحفل‌

إلى فئة زاغت عن الحقّ ظالمة

فكفّوا و إلّا زرتكم في كتائب‌[3]

أشدّ عليكم من زحوف الدّيالمة

و لمّا بلغ ابن زياد هذا الأبيات طلبه، فقعد على فرسه و نجا منه‌[4].


[1] - هذا البيت ليس في ض و ع.

[2] - ج و ش و ن: أتقتلهم ظلما و ترجو.

[3] - خ: بكتائب.

[4] - رواه أيضا المصنّف مرسلا في فصل مراثي الحسين عليه السّلام من كتاب مرآة الزّمان ص 103 المخطوط.

و روى الطّبري في أواخر مقتل الحسين عليه السّلام من حوادث سنة 61 من تاريخه 5/ 469- 470: قال أبو مخنف:

حدّثني عبد الرحمان بن جندب الأزدي، أنّ عبيد اللّه بن زياد بعد قتل الحسين تفقّد أشراف أهل الكوفة، فلم ير عبيد اللّه بن الحرّ، ثمّ جاءه بعد أيّام حتّى دخل عليه، فقال: أين كنت يا ابن الحرّ؟ قال: كنت مريضا، قال:-- مريض القلب، أو مريض البدن؟! قال: أمّا قلبي فلم يمرض، و أمّا بدني فقد منّ اللّه عليّ بالعافية، فقال له ابن زياد: كذبت، و لكنّك كنت مع عدوّنا، قال: لو كنت مع عدوّك لرئي مكاني، و ما كان مثل مكاني يخفى.

قال: و غفل عنه ابن زياد غفلة، فخرج ابن الحرّ، فقعد على فرسه، فقال ابن زياد: أين ابن الحرّ؟ قالوا: خرج السّاعة، قال: عليّ به، فأحضرت الشّرط فقالوا له: أجب الأمير، فدفع فرسه ثمّ قال: أبلغوه أنّي لا آتيه و اللّه طائعا أبدا، ثمّ خرج حتّى أتى منزل أحمر بن زياد الطّائي، فاجتمع إليه في منزله أصحابه، ثمّ خرج حتّى أتى كربلاء فنظر إلى مصارع القوم، فاستغفر لهم هو و أصحابه، ثمّ مضى حتّى نزل المدائن و قال في ذلك: يقول أمير غادر حقّ غادر ...

و رواه أيضا ابن عساكر في ترجمة عبيد اللّه بن الحرّ من تاريخ دمشق 37/ 420 رقم 4434، و الباعوني في آخر الباب 75 من جواهر المطالب 2/ 305، و ابن الأثير في الكامل 4/ 288 حوادث سنة 68، و هي السّنة التي مات فيها ابن الحرّ، و فيه: يقول أمير غادر و ابن غادر ...، و ابن كثير في آخر ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام من البداية و النّهاية 8/ 212 في حوادث سنة 61.

و قريبا منه رواه البلاذري في ترجمة عبيد اللّه بن الحرّ من كتاب أنساب الأشراف 5/ 291 و فيه: يقول أمير جائر حقّ جائر ...

و رواها أيضا ابن سعد في آخر ترجمة الإمام الحسين عليه السّلام من الطّبقات الكبرى ص 93 من القسم غير المطبوع، قال: و لقي عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي حسين بن عليّ، فدعاه حسين إلى نصرته و القتال معه، فأبى و قال: قد أعييت أباك قبلك.

قال: فإذا أبيت أن تفعل، فلا تسمع الصّيحة علينا، فو اللّه لا يسمعها أحد ثمّ لا ينصرنا فيرى بعدها خيرا أبدا.

قال عبيد اللّه: فو اللّه لهبت كلمته تلك، فخرجت هاربا من عبيد اللّه بن زياد مخافة أن يوجّهني إليه، فلم أزل في الخوف حتّى انقضى الأمر.

فندم عبيد اللّه على تركه نصرة حسين رضى اللّه عنه فقال: يقول أمير غادر حقّ غادر ...

نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست