و ذكر ابن سعد في الطّبقات[2]،
أنّ المختار قال لعمّه سعد: هل لك في أمر تسود به العرب؟ قال: و ما هو؟ قال: تدعني
أضرب عنق هذا- يعني الحسن- و أذهب به إلى معاوية! فقال له: قبّحك اللّه ما هذا
بلاهم عندنا أهل البيت.
و لمّا رأى الحسن تفرّق النّاس عنه و اختلاف أهل العراق عليه
و غدر أهل الكوفة به رغب في الصّلح، و كان معاوية قد كتب إليه في السّرّ يدعوه إلى
الصّلح، فلم يجبه، ثمّ أجابه.
قال الشّعبي: لمّا مال الحسن إلى صلح معاوية؛ قال له أخوه
الحسين: «إنّي أنشدك اللّه أن تصدّق أحدوثة معاوية، و تكذّب أحدوثة أبيك!»، فقال:
«يا أخي، أما ترى إلى ما نحن فيه؟»[3].
[1] - روى نحوه الطّبري في تاريخه
5/ 159، و ابن الأثير في الكامل 3/ 404، و ابن الجوزي في المنتظم 5/ 166، و الشّيخ
الطّوسي في تلخيص الشّافي 4/ 175، و الشّيخ الصدوق في الباب 16 من علل الشّرايع 1/
221، و ابن كثير في البداية و النّهاية 8/ 16، و البلاذري في ترجمة الإمام الحسن
عليه السّلام من أنساب الأشراف ص 35- 38 ذيل الرقم 44.
قال السيّد الخوئي في ترجمة مختار
من معجم رجال الحديث 18/ 97 بعد نقل رواية عن الشّيخ الصدوق نحو هذه الرّواية ما
لفظه: و هذه الرّواية لإرسالها غير قابلة للاعتماد عليها، على أنّ لو صحّت لأمكن
أن يقال: إنّ طلب المختار هذا لم يكن طلبا جدّيا، و إنّما أراد بذلك أن يستكشف رأي
عمّه، فإن علم أنّ عمّه يريد ذلك لقام باستخلاص الحسن عليه السّلام، فكان قوله هذا
شفقة منه على الحسن عليه السّلام.
و قد ذكر بعض الأفاضل أنّه وجد
رواية بذلك من المعصوم عليه السّلام.
[2] - ص 62 رقم 91 ترجمة الإمام
الحسن عليه السّلام من القسم غير المطبوع.
[3] - روى نحوه الطّبري في تاريخه
5/ 160 حوادث سنة 40، ابن الأثير في الكامل 3/ 405 حوادث سنة 41، و ابن عساكر في
ترجمة الإمام الحسن عليه السّلام من تاريخ دمشق ص 178 برقم 302، و ابن الأثير في ترجمة
الإمام الحسين عليه السّلام من أسد الغابة 2/ 20.
و الحديث ضعيف سندا، و باطل متنا،
و معارض لما هو أقوى منه.
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 2 صفحه : 21