روى
الحسن البصري، قال: تقدّمت امرأة إلى شريح القاضي، فقالت: أخلني، فأخلاها، فقالت:
أنا امرأة ولي فرج و إحليل، فقال: من أين يخرج البول سابقا؟
فقالت:
منهما جميعا، فقال: لقد أخبرت بعجب، فقالت: و أعجب منه أنّه تزوّجني ابن عمّي و
أخدمني خادما[2] فوطئتها
فأولدتها، فدهش شريح و قام، فدخل على عليّ[3]
عليه السّلام فأخبره، فاستدعى بزوجها[4]
فسأله فاعترف، فقال لا مرأتين [له][5]:
«ادخلاها
البيت و عدّا أضلاعها»، ففعلتا، فقال: «كم أضلاعها؟»، فقالتا: وجدنا في الجانب
الأيمن[6] ثمانية
عشر ضلعا؛ و في الأيسر[7] سبعة
عشر، فأمر بأخذ شعرها، و أعطاها حذاء و ألحقها بالرّجال.
فقيل
له في ذلك، فقال: «أخذت هذا من قصّة حوّاء، فإنّ أضلاعها كانت سبعة عشر من كلّ
جانب، و أضلاع الرّجل تزيد عليها بضلع، فلهذا ألحقتها بالرّجال»[8].
[1] - العنوان هكذا في ك، و في أ و ج و ش و ن: حديث
الخنثى.
[2] - أ و ج و ش و ن: ... منهما، فعجب شريح، فقالت: و
أعجب من هذا أنّ ابن عمّي أخدمني خادما ...
[8] - أ و ج و ش و ن، و خ ل بهامش ط و ب: ... و ألحقها
بالرّجال، فقال له شريح: من أين لك هذا؟ فقال: استنبطته من قصّة آدم و حواء عليهما
السّلام، فإنّ آدم عليه السّلام كان له من كلّ ناحية ثمانية عشر ضلعا فخلقت حوّاء
من ضلعه الأيسر، فأضلاع الرّجل تزيد على أضلاع المرأة بضلع فلهذا ألحقتها
بالرّجال.-- و الحديث رواه المجلسي في باب ميراث الخنثى من كتاب الأحكام من بحار
الأنوار 104/ 356 تحت الرقم 13 عن كتاب الأربعين للسيد عطاء اللّه بن فضل اللّه،
عن الحسن البصري.
و رواه أيضا الشّيخ المفيد عند
ذكر قضاياه عليه السّلام من كتاب الإرشاد 1/ 213 بسنده إلى سعد بن طريف عن الأصبغ
بن نباتة، و ابن شهر آشوب في ترجمته عليه السّلام من مناقب آل أبي طالب 2/ 416 في عنوان:«
فصل: في قضاياه بعد بيعة العامّة» بسنده إلى سعد بن طريف.
و رواه أيضا وكيع في ترجمة شريح
من أخبار القضاة 2/ 197، و الشّيخ الطّوسي في باب ميراث الخنثى من التّهذيب 9/ 354
في الحديث 1271، و الخوارزمي في الفصل 7 من المناقب ص 101 رقم 105، بأسانيدهم إلى ميسرة.
و رواه أيضا الشّيخ الصّدوق في
باب ميراث الخنثى من من لا يحضره الفقيه 4/ 238 تحت الرقم 762 بإسناده إلى أبي
جعفر الباقر عليه السّلام، مع تفاوت يسير.
و روى نحوه ابن الصبّاغ في أوائل
ترجمة عليّ عليه السّلام من الفصول المهمّة ص 35 في عنوان:« فصل، في ذكر شيء من
علومه»، و الشبلنجي في أوائل ترجمته عليه السّلام من نور الأبصار ص 79 تحت عنوان:«
نادرة»، و محمّد بن طلحة في مطالب السؤول ص 13- كما في إحقاق الحق 8/ 75-.
قال العلّامة الطباطبائي في تفسير
الآية 1 من سورة النّساء من تفسير الميزان 4/ 136: و ظاهر الجملة أعني قوله: وَ
خَلَقَ مِنْها زَوْجَها أنّها بيان لكون زوجها من نوعها بالتماثل، و أنّ
هؤلاء الأفراد المبثوثين مرجعهم جميعا إلى فردين متماثلين متشابهين، فلفظة« من»
نشوئيّة ... فما في بعض التّفاسير أنّ المراد بالآية كون زوج هذه النفس مشتقّة
منها و خلقها من بعضها وفاقا لما في بعض الأخبار:« إنّ اللّه خلق زوجة آدم من ضلع
من أضلاعه» ممّا لا دليل عليه من الآية ...
و في نهج البيان للشّيباني، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام: من أيّ شيء خلق
اللّه حوّاء؟ فقال عليه السّلام:« أيّ شيء يقولون هذا الخلق؟» قلت: يقولون: إنّ
اللّه خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال:
« كذبوا، أكان اللّه يعجزه أن
يخلقها من غير ضلعه؟».
فقلت: جعلت فداك من أيّ شيء
خلقها؟ فقال:« أخبرني أبي، عن آبائه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و
سلم: إنّ اللّه تبارك و تعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه- و كلتا يديه يمين-
فخلق منها آدم، و فضلت فضلة من الطّين فخلق منها حوّاء».
و رواه الصّدوق عن عمرو مثله ...
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 596