و
ذكر الزّبير بن بكّار قال: شهد صفّين مع أمير المؤمنين عليه السّلام من أهل بدر
سبعة و ثمانون رجلا، منهم: سبعة عشر رجلا من المهاجرين، و سبعون من الأنصار، و
أمّا من باقي الصّحابة فكان معه ألف و ثمانمئة، منهم: تسعون رجلا بايعوا رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم تحت الشّجرة بيعة الرّضوان، و قتل من أهل الشّام سبعون
ألفا.
و
كان بينهم[2] سبعون
وقعة في مئة و عشرين يوما[3]، فنختار
من ذلك ما يليق بكتابنا، فنقول[4]:
لمّا
رجع عليّ عليه السّلام من البصرة، بعث جرير بن عبد اللّه البجلي إلى معاوية، يدعوه
إلى طاعته، فقال له الأشتر النخعي: لا تبعثه، فإنّي و اللّه أظنّ أنّ هواه معه، و
كان كما قال الأشتر، لأنّ جريرا كان ممّن يضمر الغشّ لعليّ عليه السّلام، و سببه
أنّه لمّا قتل عثمان رضى اللّه عنه، كان جرير واليا على همذان، فعزله عليّ عليه
السّلام عنها، فأثّر في قلبه.
و
لمّا بعثه عليّ عليه السّلام في هذه السّنة إلى معاوية باستدعاء من جرير، فإنّه
التمس منه أن يبعثه إلى معاوية، و كتب معه كتابا يخبره باجتماع المهاجرين و
الأنصار على بيعته، و نكث طلحة و الزّبير، و ما كان من أمرهما، و يدعوه إلى
البيعة، تركيبا للحجّة عليه، و كان في الكتاب:
[1] - و ليلاحظ اختلاف الأقوال في عدد الجيش و القتلى في
آخر كتاب وقعة صفّين ص 558، و مروج الذهب 2/ 374- 375 و 393، و البداية و النهاية
7/ 285 و 324، و وقعة صفّين من ترجمة عليّ عليه السّلام من أنساب الأشراف للبلاذري
2/ 322 الرقم 391.