قال
ابن الغطريف- بالإسناد المتقدّم-: أنبأنا عمر [بن محمّد] الكاغدي، أنبأنا أحمد بن
يحيى الصّوفي، أنبأنا يحيى بن الحسن بن الفرات، أنبأنا عبد اللّه، عن أبي هارون
العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: نظر النبيّ[2]
صلى اللّه عليه و سلم إلى عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: «هذا و شيعته هم
الفائزون يوم القيامة»[3].
و
قد اقتصرنا على هذه الجملة التي هي بالنّسبة إلى فضائل أمير المؤمنين عليه السّلام
كنسبة القطرة إلى المطرة، و الموجة إلى اللجّة، و الّثمرة إلى الشّجرة، و الواحد
إلى العشرة، و لو رمت إسحابا أتى الفيض بالمدّ، فإن تحذلق علينا متحذلق[4]
في تضعيف بعض الأخبار، و تعلّق بوهن شيء من الآثار، فجوابه على من عزيناها إليه،
و اعتمدنا في إسنادها عليه، فإنّهم رووها عن الثّقات، و أتقنوا الطّرق و
الرّوايات، و كفى بروايتهم على هذا الوجه حجّة على من حاد عن المحجّة، و خصوصا
أحمد بن حنبل، فإنّه عند الجمهور قدوة في علم السنّة و الكتاب، فيقلّد في الباب، و
اللّه أعلم بالصّواب[5].
[3] - أخرجه أيضا ابن عساكر في ترجمة الإمام أمير
المؤمنين عليه السّلام من تاريخ دمشق 2/ 348 برقم 856 عن ابن الغطريف بهذا الإسناد
و اللفظ، و الكنجي في الباب 86 من كفاية الطالب ص 313- 314 عن مشايخ شتّى عن ابن
الغطريف.
و يشهد له أيضا ما رواه ابن
عبّاس، و أمّ سلمة، و أنس، و جابر، عن النبيّ صلّى اللّه عليه و اله و سلم بلفظ:«
عليّ و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»، و« أنت و شيعتك الفائزون يوم القيامة»، و«
إنّ هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة»، و« إنّ عليّا و شيعته هم الفائزون يوم
القيامة»، و غيرها، فلاحظ: ملحقات إحقاق الحق 7/ 298- 300 و 17/ 262- 263.
[4] - حذلق: ادّعى أكثر ممّا عنده من الحذق، و تظاهر
بالظّرف و الكياسة.( المعجم الوسيط).
[5] - قوله:« و قد اقتصرنا ... بالصواب» هكذا في خ، و
بدله في ك هكذا: اقتصرنا على هذه الأخبار لئلّا يخرج كتابنا عمّا شرطنا و هو
الاختصار، و لو رمت إسحابا أتى الفيض بالمدّ.
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 344