فإن قيل: فهذا الحديث ضعيف، و يعرف بحديث أبي الأزهر، و أبو الأزهر، كذّبه ابن معين.

و الجواب: قد خرجّه أحمد في الفضائل، و أبو الأزهر: اسمه أحمد بن الأزهر[1]، و لو صحّ ما قالوا، فمعناه صحيح، و قد ثبت أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم شهد له بالجنّة، فأيّ فائدة في وضع حديث قد ثبت في الصّحيح معناه، و لا خلاف أنّه سيّد في الدّنيا و كذا[2] في الآخرة، و أنّ من أحبّه أحبّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و من أبغضه أبغض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، فلم يكن ثابتا لما رووه؛ لأنّه لا يخلو عن الفائدة، و في سياقه:

«و عدوّك عدوّي، و عدوّي عدوّ اللّه، و الويل لمن أبغضك بعدي».

حديث في شهادة النبيّ صلى اللّه عليه و سلم له أنّه من أهل الجنّة[3]

أخبرنا جدّي أبو الفرج رحمه اللّه أنّه قال: أخبرنا محمّد بن عبد الباقي بن محمّد القاضي الأنصاري و أبو القاسم هبة اللّه ابن الحصين، قالا: أنبأنا القاضي أبو الطيّب طاهر بن عبد اللّه الطّبري‌[4]، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن أحمد ابن الغطريف الجرجاني‌[5]- سنة إحدى و سبعين و ثلاثمئة- قال: حدّثنا أبو عبد اللّه أحمد بن‌

[1] - هذا هو الصحيح، و في النسخ: أحمد بن عدي.

[2] - ع: سيّد، بدل: كذا.

[3] - ش: حديث في شهادة الرسول عليه الصلاة و السلام أنّه من ...، م: حديث في شهادة الرسول صلى اللّه عليه و سلم أنه عليه السّلام من ...، أ و ج: حديث في شهادة الرسول عليه السّلام أنّه من ...

[4] - قال الذهبي في سير أعلام النّبلاء 17/ 668 برقم 459: الإمام العلّامة، شيخ الإسلام، القاضي أبو الطيّب، طاهر بن عبد اللّه بن طاهر بن عمر، الطبري الشافعي، فقيه بغداد، ولد سنة 348 بآمل، و سمع بجرجان من أبي أحمد ابن الغطريف جزء تفرّد في الدنيا بعلوّه ... و مات في سنة 450.

[5] - ولد سنة بضع و ثمانين و مئتين، و كان مع علمه و حفظه صوّاما قوّاما متعبّدا، صنّف الصحيح على المسانيد،-- و توفّي في سنة 377.( سير أعلام النّبلاء 16/ 354 رقم 253).