و
قال يوسف إلياس سركيس: كان عالما فقيها واعظا، حسن المجالسة، مليح المحاورة، فارسا
في البحث، مفرطا في الذّكاء[2].
و
قال بروكلمان: و قد نشأ السّبط في كنف ابن الجوزي جدّه لأمّه، و قد ورث الحفيد عن
الجدّ موهبة الوعظ العذب و الذّوق التّاريخي، و بعد أن أتمّ دراسته في بغداد مضى
يجوب الآفاق إلى أن استقرّ في دمشق حيث اشتغل بتعليم الفقه الحنفي و الوعظ، و قد
دعا سنة 606 ه إلى الجهاد ضدّ الصليبيّين، فكان لدعوته نجاح كبير، و قصّت مئات
النّساء شعورهنّ لتكون ألجمة لخيل المجاهدين، و قاد هو أهل دمشق في حملة موفّقة
ضدّ نابلس[3].
3-
مذهبه:
قال
ابن خلّكان المتوفّى سنة 681 ه: كان حنفيّ المذهب[4].
و
قال قطب الدّين اليونيني المتوفّى سنة 726 ه: كان في أوّل أمره حنبليّ المذهب،
فلمّا تكرّر اجتماعه بالملك المعظّم عيسى ابن الملك العادل رحمهما اللّه اجتذبه
إليه و نقله إلى مذهب أبي حنيفة رحمة اللّه عليه، و كان الملك المعظّم شديد
التّغالي في مذهب أبي حنيفة، فغضّ ذلك الشّيخ شمس الدّين عند كثير من النّاس و
انتقدوه عليه.
حكى
لي بعض الفقراء أرباب الأحوال قال له- و هو على المنبر-: إذا كان