نام کتاب : المسائل و الرسائل المروية عن الإمام أحمد بن حنبل في العقيدة نویسنده : أحمد بن حنبل جلد : 1 صفحه : 19
على السنن
الثابتة، و إنما عرف المذهب به لتفرده بالقيام فى وقته و سكوت أترابه عن ذلك، إما
لخوف البعض أو عرفانا من الآخرين بأنه أولاهم بما قام به لتقدمه عليهم فى خصال
الخير، و ظهر تقدمه فى العلوم التى ذكرناها فهو إمام مقتدى به[1].
و
يقول ابن تيمية: إن الإمام أحمد صار مثلا سائرا يضرب به المثل فى المحنة و الصبر
على الحق، و إنه لم تكن تأخذه فى اللّه لومة لائم، حتى صار اسم الإمام مقرونا
باسمه فى لسان كل أحد فيقال: قال الإمام أحمد. هذا مذهب الإمام أحمد لقوله تعالى
وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَ كانُوا
بِآياتِنا يُوقِنُونَ[2]
فإنه أعطى من الصبر و اليقين ما يستحق به الإمامة فى الدين. و قد تداوله ثلاثة
خلفاء مسلطون من شرق الأرض إلى غربها، و معهم من العلماء المتكلمين و القضاة و الوزراء
و السعاة و الأمراء و الولاة من لا يحصيهم إلا اللّه فبعضهم بالحبس و بعضهم
بالتهديد الشديد بالقتل و غيره، و بعضهم بالتشريد و النفى ... و هو مع ذلك لم
يعطهم كلمة واحدة مما طلبوه منه و ما رجع عما جاء به الكتاب و السنة و لا كتم
العلم، و لا استعمل التقية[3] بل أظهر من
سنة رسول اللّه صلى الله عليه و سلم و آثاره و دفع من البدع المخالفة لذلك ما لم
يتأت مثله لعالم من نظرائه و إخوانه المتقدمين و المتأخرين[4].
و
يقول فى موضع آخر: و صار الإمام أحمد علما لأهل السنة الجائين بعده من جميع
الطوائف: كلهم يوافقه فى جمل أقواله و أصول مذاهبه، لأنه حفظ على الأمة الإيمان
الموروث و الأصول النبوية ممن أراد أن يحرفها و يبدلها[5].