الأرض
عند الإمام السجّاد (ع) هي تلك الأرض العلميّة التي وردت في القرآن الكريم في عدد
من آياته الكريمة، وإذا وردت في القرآن بعدد كبير من المواصفات والحالات والمعاني
لشموليّة القرآن وكونه تبياناً لكلّ شيء قال تعالى: ... وَ
نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ ...[1]،
... ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ...[2]،
فإنّ الإمام السجّاد (ع)- وهو ابن القرآن الذي رضع من ثدييه- ذكر كثيراً من معاني
القرآن وأفكاره وتعاليمه في كلماته وأحاديثه.
لقد
وردت كلمة (الأرض) في القرآن الكريم 461 مرّةً، وهي بهذا الرقم تفوق الموادّ
الفلكيّة الأخرى، تفوق كلمة السماء الواردة 310 مرّات والشمس الواردة 33 مرّة
وكلمة القمر الواردة 27 مرّة والنجم والنجوم الواردة 13 مرّة وكلمات فلكيّة أخرى
غيرها. لكنّها لم تكن في هذا الرقم الكبير مادّة فلكيّة فقط، وإنّما وردت إضافة
إلى كونها مادّة فلكيّة وردت مادّة ضمن علوم أخرى.
وحين
تحدّث القرآن الكريم عن الأرض كمادّة فلكيّة، تحدّث عنها على أدقّ ما يقول علم
الفلك في هذا الجرم الكوني وأصح ما يكون العلم، فهي أوّلًا وقبل كلّ شيء مخلوقة
لله سبحانه وتعالى طائعة له خاضعة لقوته وسيطرته أبدعها من العدم قال عزّ وجلّ:
بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ
كُنْ