responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 310

الخامسة: أنّ الظاهر من القرآن الكريم: أنّ هذه المرحلة كانت تتصف- أيضا- و تتميّز بالنبوة و الكتاب، و هو ممّا يتميّز به عيسى عليه السّلام من بقية الأنبياء، فإنّه سلام اللّه عليه كما امتاز من بقية البشر بهذه الولادة الفريدة كذلك امتاز من بقية الأنبياء: بأن كانت نبوته و إتيانه الكتاب عند ولادته؛ لأنّ ظاهر قوله تعالى على لسان عيسى و هو يتكلم في المهد: ... إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا ... أنّ هذه الصفات كانت ثابتة له في الحال لا في الاستقبال، و من الواضح:

أنّ ثبوت النبوة لهذا المولود ليس عزيزا على اللّه- تعالى- و على قدرته، كما أنّ المصلحة و الهدف من ذلك واضح من القرآن الكريم؛ إذ جعله مثلا لبني إسرائيل كما جعله و أمه آية لهم‌[1].


[1] -« عن يزيد الكناسي قال: سألت أبا جعفر عليه السّلام أ كان عيسى بن مريم عليهما السّلام حين تكلم في المهد حجّة[ ا] للّه على أهل زمانه؟ فقال:« كان- يومئذ- نبيا حجّة[ ا] للّه غير مرسل. أ ما تسمع لقوله حين قال: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا»؟! قلت: فكان- يومئذ- حجّة للّه على زكريّا في تلك الحال و هو في المهد؟ فقال:« كان عيسى في تلك الحال آية للنّاس و رحمة من اللّه لمريم حين تكلّم فعبّر عنها، و كان نبيّا حجّة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثمّ صمت فلم يتكلّم حتّى مضت له سنتان، و كان زكريّا الحجّة للّه- عزّ و جلّ- على الناس بعد صمت عيسى بسنتين، ثمّ مات زكريّا، فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبيّ صغير. أ ما تسمع لقوله عزّ و جلّ: يا يَحْيى‌ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا؟! فلمّا بلغ عيسى عليه السّلام سبع سنين تكلّم بالنبوة و الرسالة حين أوحى اللّه- تعالى- إليه، فكان عيسى الحجّة على يحيى و على الناس أجمعين، و ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجّة للّه على الناس منذ يوم خلق اللّه آدم عليه السّلام و أسكنه الأرض». فقلت: جعلت فداك أ كان علي عليه السّلام حجّة من اللّه و رسوله على هذه الامّة في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ فقال:« نعم، يوم أقامه للناس و نصّبه علما، و دعاهم إلى ولايته، و أمرهم بطاعته». قلت: و كانت طاعة عليّ عليه السّلام واجبة على الناس في حياة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و بعد وفاته؟ فقال:« نعم، و لكنّه صمت فلم يتكلّم مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و كانت الطاعة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على امته و على علي عليه السّلام في حياة رسول اللّه، و كانت الطاعة من اللّه و من رسوله على الناس كلّهم لعلي عليه السّلام بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان علي عليه السّلام حكيما عالما».

عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرّضا عليه السّلام: قد كنّا نسألك قبل أن يهب اللّه لك أبا جعفر عليه السّلام فكنت تقول:« يهب اللّه لي غلاما» فقد وهب اللّه لك فقرّ عيوننا، فلا أرانا اللّه يومك، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السّلام و هو قائم بين يديه، فقلت جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟! قال:« و ما يضره من ذلك شي‌ء، قد قام عيسى عليه السّلام بالحجّة و هو ابن ثلاث سنين». اصول الكافي 1: 382- 383، و الرواية الثانية معتبرة، و تفسّرها الرواية الاولى عن البحار 14: 255- 256.

نام کتاب : القصص القرآنى نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست