كما يمكن
بهذا أن نفسّر النتائج التي وصل إليها الاسرائيليون، و أشار إليها القرآن الكريم:
من الذلّة و المسكنة و الغضب الإلهي الذي باءوا به، و قد أكّدت النصوص التأريخية
سيطرة الكفّار الرومان عليهم ثم ما تعرّضوا له من إبادة و تشريد و تخريب على يد
(بختنصر) الحاكم البابلي عند ما غزا الأرض المقدّسة[1].
و
على مستوى العلاقات السياسية نجد بني إسرائيل كانوا قد وضعوا امور حياتهم و شئونهم
الاجتماعية و السياسية بيد أحبارهم و رهبانهم الذين حرفوا التوراة و الكتب
الإلهيّة، فاتخذوا هؤلاء الأحبار أربابا لهم من دون اللّه يسمعون لهم و يطيعونهم،
و لا يسمعون كلام اللّه و لا يطيعونه.
و
كان هؤلاء الأحبار قد تحولوا إلى الدنيا و الرئاسة- و أصبحوا يمثلون (علماء السوء)
في المصطلح الإسلامي- حتى أصبحت الدنيا مبلغ همهم، و تحولت هذه
[1] - و قد ورد في بعض النصوص عن أهل البيت عليهم
السّلام: أنّ نتائج هذا اللعن هو: أنّهم مسخوا قردة في عهد عيسى عليه السّلام.
راجع البحار 14: 235 عن العياشي في تفسيره. و في نص آخر عن إكمال الدين: أنّهم
مسخوا شياطين. البحار 14: 249.