الخروج ببني
إسرائيل من مصر و العبور بهم إلى جهة الأرض المقدسة، و قد نفّذ موسى هذه العملية،
و سار ببني إسرائيل متجها إلى سيناء.
و
لم يقف فرعون و قومه معه أمام هذه الهجرة مكتوف اليدين، بل جمع جنده من جميع
المدائن، و قرر ملاحقة موسى و بني إسرائيل و إرجاعهم إلى عبوديته بالقوة.
و
وجد موسى و بنو إسرائيل- نتيجة هذه المطاردة- أنفسهم محاصرين، البحر من أمامهم و
فرعون و جنوده من خلفهم، و ارتاع بنو إسرائيل من هذا المشهد و الموقف، و كادوا أن
يكذبوا ما وعدهم به موسى من الخلاص، و لكنّ موسى بايمانه الوطيد أخبرهم أنّ اللّه-
سبحانه- سوف يهديه طريق النجاة حيث لا يخلف اللّه وعده. و تحقّق ذلك- فعلا- اذ
أوحى اللّه إلى موسى ... أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ ...[1] و
إذا به ينفلق كلّ فرق كالطود العظيم، و يظهر بينهما طريق يبس يعبر من خلاله بنو
إسرائيل، و يحاول فرعون و جنوده أنّ يتبعوهم من هذا الطريق أيضا، و إذا بجانبي البحر
يلتقيان فيغرق فرعون مع جنده.
موسى
مع بني إسرائيل:
و
تتوالى بعد ذلك الأحداث على موسى، و إذا به يواجه المشاكل الداخلية منفردا مع قومه
بني إسرائيل، فيسمع طلبهم و هم يمرون على قوم يعبدون الأصنام بأن يتخذ لهم أصناما
يعبدونها كما أنّ لهؤلاء الأصنام، فينكر عليهم ذلك، و يسفّه عمل هؤلاء الوثنيين.
ثمّ بعد ذلك يتفضل اللّه- سبحانه- على بني إسرائيل عند ما