الأوّل:
أنّنا وسمنا هذه الدعوة (بالدين والإسلام) نظراً لبحثنا في أوائل هذا الجزء بل في
تمامه عن صحّة الدين وتوطيد دعائمه، ونافحنا[1]
عنه منافحة الكمي[2] عن مقاتله
والغيور عن حلائله.
وكان
النظر فيه على كلّيته وعمومه من غير وجهة اختصاصية ولا قصداً إلى نحلة معيّنة،
إلّاكونه ديناً، وأنّ للإنسان صانعاً حكيماً.
وقد
بحثنا في ما يلي من الأجزاء عن خصوص شريعة الإسلام المقدّسة، وأنّها هي الدين
الحقّ وحقّ الدين، وجعلنا العناية في سرد وجوه إعجاز القرآن الكريم، وتسجيل أنّه
ما هو وسائر الكتب المنزّلة من السماء بسواء، ونظرنا نظرات فلسفية في عامّة
النبوّات، ونسبة النبوّة المحمّدية منها، ونهضنا للمحاماة والذبّ عنها، ودفع كلّ
شبهة تقال عليها، أو وصمة سوءٍ يصمها الجاهلون بها أو المناوئون لها.
وسوف
تبرز لك تلك الأجزاء بعونه (تعالى) حافلة بالمباحث الشريفة حاشدة بالمقاصد المهمّة
على طرزٍ لم يُعهد وطورٍ لم يُسبق وما سبق برهان ما
[1] نافحت عن فلان: خاصمت عنه، ونافحوهم مثل كافحوهم.(
صحاح اللغة 1: 413).
[2] الكمي: الشجاع، أو لابس السلاح.( القاموس المحيط
4: 386).