responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 383

رحضاً[1] لعارها وستراً على نقائصها على ما هو العادي من أحوالنا والمألوف من أقوالنا، حيث نقول: ما ساعدنا الحظّ والنصيب، ولا وافقنا التوفيق، وما أشبه ذلك من العبارات الدارجة على ألسنتنا.

فلو تدبّرنا أحوالنا هذه وتمثّلناها لوجدنا نفوسنا تارةً في الأوج، وأُخرى في الحضيض! تتخبّط بين مزالّ الجبر ومزالق التفويض! تدور على محور محو كلّ تقصير عن ذاتها ومنقصة وجعل الكمالات لها خالصةً مخلّصة.

أمّا حديث الحظّ والنصيب فقد بطل، ولعلّه منذ عهد غير قريب، كبطلان مرادفاته من الصدفة والبخت والاتّفاق.

فقد حقّق الباحثون في ماجريات الأكوان وطباع عناصر الوجود وحلقات عوالم الغيب والشهادة أنّ جميع الأُمور مقرونة بأسبابها منوطة بعللها لا يقع شي‌ء منها على سبيل الصدفة والاتّفاق، وأنّ اللَّه (جلّت حكمته) قد جعل لكلّ شي‌ء سبباً لن يستطيع المرء له بدون ذلك طلباً[2].

فالإنسان الكامل من عرف الأسباب وتوصّل بها إلى مسبّباتها، (والعمل ضمين النجاح).

أمّا حديث التوفيق فهو حقٌّ، ولكن لمن سلك الطريق: (يقيس ذراعاً كلّما قست إصبعاً).

ولو أنّ الإنسان لا يزال عاملًا على الالتفات إلى أنّ كلّ ما يقع منه من صالح وجميل فهو بتوفيق اللَّه وبحسن تيسيره، وكلّ ما فاته من كمال وسعادة فهو من‌


[1] الرحض: الغسل.( المصباح المنير 222).

[2] راجع: الشفاء( الطبيعيات) 1: 67 وما بعدها، المباحث المشرقية 1: 649 وما بعدها، الحكمة المتعالية 2: 255 وما بعدها و 7: 111- 112.

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست