فإنّا نقول:
سبحان من تنزّه عن الظلم والفحشاء ولا يجري في ملكه إلّاما يشاء، فما الداعي لسدّ
باب العقل الحاكم، وإلحاق من خلقه اللَّه مستعدّاً للأفضلية على الملائكة
بالبهائم؟!
اللهمّ،
إنّا نعوذ بك من الضلال والظلم والظلام، فإنّك أنت العاصم وليس إلّا بك الاعتصام.
وثانيهما: في
أفعال المخلوق.
وقد
زادوا في النغمات وجاءوا بأقبح ما في العالم من الشبهات، ألا وهي شبهة الجبر.
[مباحث الجبر والاختيار]
حيث
ذهبوا إلى: أنّ العباد مجبورون على أفعالهم، وليس لهم اختيار فيها وإن كانوا
معاقبين عليها[1].
ثمّ
إنّ بعضهم ضمّ إليها ما هو كضمّ الحجر إلى جنب الإنسان، وبعضهم قال بها على
بساطتها.
ثمّ
قالوا: وإذا كان العباد مجبورين في أفعالهم فلا معنى لتحسينها وتقبيحها وذّمهم أو
مدحهم عليها، فإنّ المدح والذمّ والملامة إنّما تصحّ في الأفعال
[1] انظر: كنز الفوائد 1: 106- 108( حيث حكاه عنهم)،
الإرشاد للجويني 236، الملل والنحل 1: 96، الأربعين في أُصول الدين 1: 321 و 346،
المطالب العالية 8: 11- 12، شرح المقاصد 4: 223 وما بعدها، شرح المواقف 8: 149-
151 و 185- 186، قطف الثمر 93، مذاهب الإسلاميّين 1: 555، الشيعة بين الأشاعرة
والمعتزلة 155 و 178.