وعلى
هذا، فالآيات الشريفة- على ظاهرها وحقيقتها- لا تنحصر بالحمل على صرف التعليم وإن
كان هو أحد مقاصدها.
وهذا
أحد فوائد الاجتماع والتألّف الذي بني عليه أساس الإسلام، ولولا خوف الإطالة
لبسطنا فيه بعض الكلام.
ولعلّ
إليه الإشارة بما رووا عن النبي صلى الله عليه و آله- إن صحّ- من مضمون قوله: «يد
اللَّه مع الجماعة»[1]، وقوله:
«لا تجتمع أُمّتي على الخطأ»[2]، وأمثال
ذلك ممّا يدلّ على فضل الاتّفاق والاجتماع، أو وجوب اتّباع ما وقع عليه الإجماع.
ولكن
الشأن كلّه في حضور عظماء الأُمّة واجتماعها، وثبوت اتّفاقها جميعاً على ما وقع من
دعوى إجماعها.
[عود على بدء]
والغرض:
أنّ تلك الخطبة الشريفة ممّا يلزم على جميع الملوك وأرباب الدول وولاة الأمر أن
يتّخذوها وِرداً به يلهجون ومنوالًا عليه ينسجون، ويجعلوها غرّة في جباه سجلّاتهم
وطرّة في نواصي مجلّاتهم.
وأوسع
منها في تفاصيل الحقوق ومراتب العدل بين طبقات الناس على
[1] انظر: سنن الترمذي 4: 466، المستدرك على الصحيحين
1: 200 و 201 و 202، تلبيس إبليس 13، كنزالعمّال 1: 206.