responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 316

سور، فإنّها لانتهاز الفرصة من ورائها، وقد استدارت عليها بعيونها ورقبائها، وهي لا تنفكّ تجهد إمّا لزوالها، أو لذهاب شرف استقلالها.

فلا يغرّنّها ما تبدي لها من الملق والبشاشة، فما هي إلّالانتزاع ما أبقت فيها من الرمق والحشاشة:

إنّ العدوّ وإن أبدى مسالمة

إذا رأى منك يوماً فرصةً وثبا

فليبذل الجدّ والجهد أهلُ الحلّ والعقد في نشر لواء العدل وبثّ روحه في الممالك، ولتجهد أن تعدل إلى العدل بطباع من تعوّد من أُمرائها على خلاف ذلك، وإلّا فلتقطعه ولو بقلعه من أُسّ بنائه؛ فإنّ الظالم في الأرض كالعضو الفاسد في البدن، قطعه- إذا عسر علاجه- خير من إبقائه، والعادل هو الحياة للأوطان وناموس السعادة والعمران، وبه تلتئم الشعوب وتتألّف القلوب، وتسعد المملكة وتقوى الملكة.

وليس العدل- كما عرفت- سوى أداء الحقوق، وترك الميل والإجحاف، ومعاملة كلٍّ بما يستحقّه من الموازنة والإنصاف.

[تعيين موازين العدل حسب الحقوق وبيان ضابطتها]

وميزان العدل واللباب في هذا الباب ما امتنّ ببيانه وتفصيله أعدل سياسيٍّ عالِمٍ في العالَم، ومن هو- بعد أخيه- سيّد ولد آدم، إمام الموحّدين ويعسوب‌[1] الدنيا والدين، في خطبة ذكر فيها جملًا من حقوق الرعيّة على الملوك والأُمراء، وحقوق كلٍّ على الآخر من هؤلاء وهؤلاء، ونصب فيها موازين القسط وقوانين‌


[1] اليعسوب: أمير النحل وفحلها.( العين للفراهيدي 1: 342).

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست