وأصحابه،
فغلوا فيه حتّى جعلوه إلهاً وخالقاً طباقاً، لما أخبره به رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله ممّا استفاض عنه من قوله له: «يا علي، يهلك فيك اثنان: محبٌّ غالٍ،
ومبغض قالٍ»[1].
ومعرفة
التوسّط في الأُمور عزيزة، واستقامة السير عليه أعزّ: «وَ
لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ
النَّاسِ أَجْمَعِينَ»[2].
فتدبّر
هذه النفثة واغتنمها، وأجعلها خاتمة تلك المباحث راغباً إلى اللَّه في حسن الخاتمة
لنا ولك، وأن يجعلنا من الوافدين عليه بالثبات على شهادة: أن لا إله إلّااللَّه،
لا نعبد إلّاإيّاه: «مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَ لَوْ كَرِهَ
الْكافِرُونَ»[3].
وسيأتي
زيادة بسط لهذه المقالة في الجزء الثاني[4]
عند التعرّض لمسألة الأقانيم إن شاء اللَّه (تعالى).
[1] نُقل هذا الحديث عن علي عليه السلام نفسه في: نهج
البلاغة 489، ونهج الإيمان 489 و 490، بلفظ:« هلك فيّ رجلان: محبّ غالٍ، ومبغض
قالٍ».
ونُقل عن الرسول صلى الله عليه و
آله في مسند أحمد 1: 160، بأدنى تفاوت.