فلذلك
كتمناها في الصدور وأرخينا دونها الحجب والستور مكتفين من ذلك بقوله (تعالى):
«سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ* وَ سَلامٌ عَلَى
الْمُرْسَلِينَ* وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»[1].
[هل صفات الواجب هي عين ذاته أو لا؟]
ولكن
لا يذهبنّ عليك (أحسن اللَّه مذهبك) أنّ هنا- أعني: في مبحث الصفات- مطلب لابدّ من
بيانه والتنبيه عليه، وإلّا فالتوحيد بدونه لا يخلو عن شائبة شرك.
ونحن
أيضاً نقنع منه بالاختصار والإجمال، ولكن على نحو يتّضح به الحال وترتفع به
المحاذير.
وذلك
أن تعلم: أنّ صفاته (جلّت عظمته) منتزعة من حاقّ ذاته ونفس وجوده وثبوته وحاقّ
حقيقته المقدّسة عن شائبة التركيب والالتئام ولوثة التحليل والانقسام وخسّة
التأليف والانضمام، بل ذاته البسيطة التي هي في أشدّ وأقوى ما يكون من الوحدة
والبساطة- مع ما هي عليه من الشمول والسعة والإحاطة- منشأ لانتزاع تلك الصفات من
غير تكثّر أو تركّب في الذات أو شيء زائد عليها خارج عنها هو منشأ انتزاع تلك
الكمالات.
فالعجب
حينئذٍ ممّن ذهب إلى: زيادة الصفات على الذات من أهل