responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 162

والفلاسفة الباحثون ما زالوا- ولا يزالون- تترامى بهم النظريات فيها إلى نزعات ثلاث لا رابع لها أبداً: معطّلة، ومتعطّلة، وإلهية.

وبقول آخر: إلحادية مادّية، ومشكّكة لا أدرية، ومستيقنة إلهية.

أمّا المتعطّلة المشكّكة فبالحري إسقاطها وحطّها عن مدرجة العلم ومذكّرة العلماء، وتسجيل الحقّ على إحدى الفئتين يقضي به على الثالثة لا محالة، فاستدار النزاع ثنائياً بين الإلهيّين والمادّيين، وقد عرفت اتّفاق الجميع على تحقّق مبدءٍ ما لهذه الكائنات، لا يختلف في ذلك اثنان.

وكأنّ محور الكلام في نزعات ذلك التنازع إنّما يدور على نعوت ذلك المبدأ، وبالأخصّ منها صفة العلم والإدراك والحياة، وكلّها تؤول إلى واحد، وهذا آخر ما تنتهي إليه هذه الملحمة التي بلغت من العمر عتياً، جعلناهما طائفتين واعتبرناهما فريقين.

وما هما- لعمر الحقّ والحقيقة- في أيّ آونة من الدهر وعصر من العصور إن نسبت الثانية إلى الأُولى إلّاكنسبة الواحد إلى المائين أو المائة إلى الملايين مهما تكثّرت وفشت وتوفّرت.

على أنّنا لا نريد أن نعتضد هنا بالإجماع، أو نتوفّر بالكثرة، أو نعتدّ بالسواد الأعظم عن الأدلّة والبراهين.

غير أنّ من أعظم الدواهي وأنكأ ما اقترفته جرائر الليالي والأيّام قضاؤها على العقلاء وأرباب المعرفة وأصحّاء العلم والفلسفة واعتسافها لهم بأن يقيموا الأدلّة والبراهين ويصرفوا نقداً من العمر الثمين على أمر لم تشرق آفاق البداهة بأجلى منه نوراً وأسنى ظهوراً وأشدّ وضوحاً، ولا جبلت البشر على أغرز منه في طباعها وأعلق به في نفوسها، حتّى لكأنّه أقرب إليها منها أو أنّه أجلى لها من‌

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست