responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 139

خطور (لمعة البرق) أسرع ما يلمع، ثمّ يزول ويعود المرء على عدوائه في سنن تلك النعسة الأُولى والتغافل عن الإمعان في فجاج هذه الأودية السحيقة، فيغدو وقد صار كهلًا كما هو وقد كان طفلًا سوى ما يعانيه من مزاولة المادّيات ومقوّمات أود الحياة، فيستخدم ذلك الروح المجرّد العاقل لهذا الجسد الكثيف الباطل الذي سوف لا يحصل منه على طائل.

نعم، وقد تستمرّ تلك الحركة وتتكانف وتلزم حتّى تصير ملكة، فتترامى من سبب إلى سبب ومن طلب إلى طلب، ولا يجد أريحية ولا راحة من هذه المتاعب الفكرية والتجوّلات النظرية مادام في أسر هذا الهيكل وفي سجن هذا البناء الذي سينهدم عليه، فيتركه ويفرّ منه طالباً عسى أن يجد الحقيقة وراءه، ولا أدري أيجدها أم لا؟!

مهما جهلتُ ذلك أو علمته فإنّي لا أشكّ أنّ أهل السلامة والاستقامة- أعني بها: سلامة القرائح والفِطر واستقامة الألباب وصحّة النظر- لا تزال أفكارهم المثقّفة تترامى‌ في معارج النظر والمعرفة، تتصاعد في سلّم المراقي إلى حيث شاءت لها القابليات والأسباب والمعدّات. كلّ ذلك بدافع طبيعي وسائق غريزي، ثمّ لا محيص له في النهاية من الوقوف على غاية، يطوي عليها سلسلة سائر الممكنات، ويتّخذها غاية الأسباب والمسبّبات، يجعلها مبدأً لكلّ شي‌ء، ولا مبدأ لها من شي‌ء.

[تقسيم الناس في طلب المعارف والسير في طلب الحقيقة]

والناس في ذلك على ثلاثة أصناف لا رابع لها أبداً:

صنف يقول: لا أدري ولا يهمّني ولا يعنيني طلب هذه المواضيع المظلمة

نام کتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست