اللّهم بك وباسمك أدعو إليك السوانح الدواعي لهذه الدعوة
[المقدّمة]
لا
أُحاول في طليعة دعوتي هذه ومقتبل قولي هذا وأوائل نفثاتي تلك التي سأقصّها عليك
أن أُصوّر لك ما حلّ بالإسلام من الويلات، وما أحدق به من البلاء، وما انتهى إليه
من السقوط والضعة بعد تلك العزّة والمنعة.
لا
أُحاول أن ألفتَك وأدلّك على ما تتهدّده به مكائد الأغيار من نصب حبائل الغوائل[1]
له، والدأب في السعي على محقه ومحوه وتكدير صفوه وتعكير نميره[2]،
وكدّهم وكدحهم سرّاً وجهاراً ليلًا ونهاراً في كلّ الدقائق والثواني والآنات
والأزمنة، حتّى أصبح الشرق- والإسلام على الأخصّ- هو الشغل الشاغل والهمّ الطائل
الذي لا تتصرّف أفكار أغياره إلّاإليه، ولا تتجوّل إلّافيه، ولا تعتني وتهمّ
إلّابه، ولا تمهّد السبل وتُلَبد[3] الأمل
وتوطّد المساعي إلّاإلى الظفر به والإتيان عليه وقلع جراثيمه[4]
من رقعة الأرض.