*
ويعتبر (ابن الحاج) أيضاً فرش البسط والسجادات قبل مجيء أصحابها من البدع
المحدثة، فيقول: وينبغي له- أي لامام المسجد- أن ينهى الناس عمّا أحدثوه من إرسال
البسط والسجّادات وغيرها قبل أن يأتي أصحابها. وقد تقدمَ ما في ذلكَ من القبح،
ومخالفة السلف الماضين رضي اللَّه عنهم أجمعين»[1]!!
*
وحول دخول السقائين الى المساجد يقول: «وينبغي له- أي لإمام المسجد- أن يمنع
السقّائين الذين يدخلونَ المسجد وينادونَ فيه على مَن يسبِّل لهم، فاذا سبَّل لهم
ينادون: غفر اللَّه لمن سبَّل، ورحم اللَّه مَن جعل الماء للسبيل، وما أشبه ذلك من
ألفاظهم، ويضربون مع ذلك بشيء في أيديهم له صوت يشبه صوت الناقوس، وهذا كلُّه من
البدع، وممّا ينزَّه المسجد عن مثله»[2]!!
*
ولا تسلم الثياب التي يرتديها الإنسان في قيمتها ومقدارها من معزوفة (ابن الحاج)
في البدع حيث يقول: «ولا يظن ظان أنِّ ما ذُكر من لبس الحسن من الثياب هو ما اعتاده
بعض الناس في هذا الزمان، بل ذلكَ على ما درج عليه السلف، وكانوا رضوان اللَّه
عليهم على ما نقله الامام أبو طالب المكّي رحمه اللَّه في كتابه: أثمان أثوابهم
القمص كانت من الخمسة الى العشرةِ فما بينهما من الأثمان، وكان جمهور العلماء
وخيار التابعين، قيمة ثيابهم ما بينَ العشرين والثلاثين، وكان بعض العلماء يكره أن
يكون على الرجل من الثياب ما يجاوز قيمته أربعينَ درهماً، وبعضهم الى المائة،
ويعدُّه سرفاً فيما جاوزها. (انتهى). فعلى هذا فما زادَ على ذلكَ فهو من البدع
الحادثة بعدهم»[3]!!
*
ولم يكتفِ (ابن الحاج) بالقول بأنَّ فرش البسط قبل مجيء أصحابها