responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 40

يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)[1]

»[2].

وفي الحقيقة ان توجيه مالك بن أنس لهذا الرجل لم يبتعد عن الصواب، فإنَّ الرجل يرى‌ أنَّ الأمر لا يعدو أن يكون قضيه ذوقية، يستطيع أن يزيد منها أو ينقص ما يشاء! لا سيما وأنه يعطي لنفسه المبرر المشروع، وينتحل لها العذر، لأنَّه يريد أن يتطّوع بأكثر من المطلوب! وهذا أيضاً من قبيل الابتداع المحَّرم الذي ينشأ عن حالة الجهل والتسامح في أمر الدين.

2- النظرة البتراء للدين:

رافقت الاديان السماوية بشكل عام ظاهرة خطيرة تجنح إلى فصل الدين عن الحياة، والاقتصار على‌ الامور العبادية الفردية التي لا علاقة لها بالمجتمع والامور التي تحيط بالانسان.

وقد أخذت هذه الظاهرة المجال الاوسع لها من الدين الاسلامي أيضاً، ومنذ بدايات التشريع، من خلال ظهور دعوات متعددة ومتكررة، لازال الواقع الاسلامي يعاني من رواسبها ومخلّفاتها الشي‌ء الكثير.

وكان للظروف السياسية والحكومات المنحرفة الدخل الكبير في تشجيع هذه الظاهرة، والإيحاء إلى المسلمين بأنَّ الدين لا يعني أكثر من الصلاة والدعاء وإقامة الشعائر العبادية الاخرى‌، وأما شؤون المجتمع والحياة والإدارة والحكم فهي من وظائف الحكّام والامراء، ولا دخل للتشريع بها، ولا يحق لهم التدخّل فيها.

إنّ هذا السلوك الديني الشاذ، يجد في مختلف العصور الدعم السياسي‌


[1] - النور: 63.

[2] - أبو إسحاق الشاطبي، الاعتصام، ج: 1، ص: 132.

نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست