responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 29

كان للتحدّيات التي واجهها الاسلام والأمّة الاسلامية، والسياسة السلبية التي عصفت بكيان الأمّة، وما مرّ به المسلمون من ظروف تأريخية معقّدة. الدور الكبير في نشوء ونمو (البدع) في مفردات التشريع الاسلامي.

والذي يلاحظه المتأمل في فصول التاريخ الاسلامي الاولى‌ أنَّ ظواهر الابتداع حينما وُلدت في حياة المسلمين وُلدت بسيطة وساذجة، تحمل الطابع البدائي والاسلوب العفوي، ولا سيما تلك التي نشأت في حياة الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم، ولكنَّ هذه الظواهر وبعد أنَّ ارتحل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم إلى المليك الاعلى‌ بدأت تتخذ طابعاً كيفيًّا مؤثراً، وأُسلوباً تخريبياً خطيراً، وخصوصاً تلك (البدع) و (المحدثات) التي يقف وراءها قصد التشويه والتحريف، والتي تنشأ عن اتباع الأهواء، والانقياد مع الباطل.

وقد وردت الإشارة في القرآن الكريم إلى أنَّ الامة الاسلامية ستمرّ بهذا المخاض، وتوضع على‌ محكّ الفتنة وموازين الاختبار بعد وفاة الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم، حيث يقول اللَّه عزَّوجلَّ: (وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‌ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‌ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ)[1].

ولم يكن النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم ليترك التعبير عمّا كان يقرأُه في صفحات الغيب، وما يراه على‌ جبين المستقبل القريب، مما سيؤول إليه أمر الامة الاسلامية من التشتّت والتفرق والتمزّق، بعد رحيله فقد كان صلى الله عليه و آله و سلم يحذِّر المسلمين بين الحين‌


[1] - آل عمران: 144.

نام کتاب : البدعة نویسنده : الباقري، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست