درهماً».

ثم يضيف قائلًا:

«وتردد الناس الى‌ قبره أياماً كثيرة ليلًا ونهاراً، ورؤيت له منامات كثيرة صالحة»[1].

ه: إقامة المآتم ومجالس العزاء:

وردت الأحاديث المتضافرة الدالة على‌ استحباب الترحم على‌ الموتى‌، وضرورة مواساة المسلمين بعضهم البعض عند نزول الموت، والمشاركة في مراسيم التشييع والدفن، وبقية مراسيم العزاء.

وقد اعتاد المسلمون في الفترات الأخيرة على‌ تجسيد هذا الندب الشرعي المؤكّد، من خلال إقامة مجالس الفاتحة على‌ أرواح اولئكَ الموتى‌، وذكرهم بالخيرات، وقراءة القرآن والدعاء، واطعام المعزّين من باب أدب الضيافة.

ولم يكن ليدّعي أحد من هؤلاء المسلمين بأنَّ هذا العمل ضروري أو واجب، وانّما يقوم به أولياء المتوفى‌ كل بحسب شأنه وطاقته، بل وقد لا يقوم به البعض الآخر لقلّة ذات يساره، على‌ أنَّ دعم بقية المسلمين لهؤلاء المصابين، وقيامهم بأغلب نفقات هذه المآتم، يحول غالباً دون عدم تحقيق هذا الأمر المندوب.

فهذا أيضاً نوع من تطبيق وتجسيد عموميات الشريعة المقدسة.

ولكنَّ المؤسف انَّ البعض قد عدَّ هذا العمل من قبيل البدعة المحرّمة، وتسرَّعَ إلى‌ اطلاق هذا العنوان عليه من دون محاولة التأمل في خلفياته ومبرراته‌

[1] الحافظ أحمد بن عبد الهادي، العقود الدرية في مناقب شيخ الاسلام أحمد بن تيمة، بتحقيق محمد حامد الفقي، ص: 369- 371.