نام کتاب : الامامة و الولاية في القرآن الكريم نویسنده : نخبة من العلماء جلد : 1 صفحه : 59
و الرسول و
اولي الأمر تارة اخرى، و هي في ذلك بصدد التمثيل لا الحصر، اللهمّ إلّا أن يقال
كردّ على هذا الوجه: إنّ آية الأمن و الخوف اقتصرت على ذكر الرسول و اولى الأمر،
لأن موضوعها و هو الأمن و الخوف اقتصرت على ذكر الرسول و اولى الأمر، لأن موضوعها
و هو الأمن و الخوف ممّا يرجع فيه الى ولاة الامور، و ذكر الرسول هنا بما له من
الولاية و الحاكمية و ليس بخصوصية النبوّة و الرسالة، و قد أهملت ذكر لفظ الجلالة
لأنّ اللّه لا يرجع إليه في مثل هذه الامور العادية الإجرائية، و هذا التأمل كما
يضعف الرأي الثاني يؤكد الرأي الأوّل في المسألة أيضا.
من
هم اولو الأمر؟
وأخيرا
نصل الى عقدة أساسية من البحث، و هي من هم اولو الأمر الذين تتحدّث عنهم الآية؟
في
البدء لا بدّ من التوضيح بأنّ الأمر كلمة قد يراد بها الشأن، و قد يراد بها المعنى
المقابل للنهي، و أولو الأمر جماعة من الامة لهم موقع متقدّم فيها، بحيث يمتلكون
أمرها و يسيّرون شؤونها، و هذا المعنى واضح، و لكن من هم هؤلاء الولاة للامور
الذين تتحدّث عنهم الآية؟ و هل كانوا موجودين على عهد الرسول أم أن الآية تتحدّث
على نحو القضية الحقيقية[1]، فلا يشترط
في صدق الآية وجود اولي الأمر في زمنّ صدورها، و إنّما هي أصدرت حكما على المسلمين
في موضوع موجود فعلا و هو وجوب طاعة الرسول صلّى اللّه عليه و اله و أصدرت حكما
آخر في موضوع مقدّر الوجود و هو وجوب طاعة اولي الأمر؟
[1] - القضية الحقيقية اصطلاح منطقي يراد به اصدار حكم
بشأن موضوع ما، سواء كانت مصاديقه موجودة فعلا أو كانت معدومة لكنّها لوحظت مقدرة
الوجود، مثل كلّ مسكر حرام، و تقابلها القضية الخارجية الناظرة الى مصاديق موجودة
فعلا، مثل كلّ طالب في المدرسة مجدّ« معد الكتاب».
نام کتاب : الامامة و الولاية في القرآن الكريم نویسنده : نخبة من العلماء جلد : 1 صفحه : 59