responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 61

ولا أدري أيّ لوحة من هذه اللوحات أقدّم للقارئ شاهداً على ما أقول، فكلّ أدعيته غرر.

باقة من دعاء الأسحار:

اقرأ تسلسل الحمد في دعائه الذي يرويه عنه أبو حمزة الثمالي (رضوان الله عليه)، وكان يتهجد به الإمام في أسحار شهر رمضان:

(الحَمْدُ لله الذي أدْعُوهُ فَيُجيبُني، وَإن كُنتُ بَطيئاً حينَ يَدعوني، وَالحَمدُ للهِ الّذِي أَسأَلُهُ فَيُعطينِي، وإن كُنتُ بَخيلًا حينَ يَستَقرضُني، والحمدُ للهِ الّذي أُناديه كلّما شِئتُ لِحاجَتي، وَأَخلُو بهِ حيثُ شِئتُ لِسرّي، بِغيَرِ شَفيعٍ فَيَقضي لِي حاجَتي. الحَمدُ للهِ الّذي لا أَدعُو غَيرَهُ وَلَو دَعَوتُ غَيرهُ لمَ يَستَجِب لِي دُعائي، وَالحَمدُ للهِ الّذي لا أَرجُو غَيرَهُ، وَلَو رَجَوتُ غَيرَهُ لأَخلَفَ رَجائي، وَالحمدُ للهِ الّذي وَكَلَني إليهِ فَأَكَرَمني، وَلم يَكِلني إلى النّاسِ فَيُهينُوني، وَالحمدُ للهِ الّذي تَحبّبَ إليّ، وهو غَنيّ عَنّي، وَالحَمدُ للهِ الّذي يَحلُمُ عَنّي حتّى كَأَنّي لا ذَنْب لي، فَرَبّي أحمد شي‌ءٍ عِندي وأَحقُّ بِحمدِي).

ترى هذا المسلسل الجميل للحمد، يأتي تباعاً حمداً، بعد حمد، مقترناً بالتذكير بنعمه وإحسانه تعالى الذي يحبّب إلى العبد حمد ربّه.

فيحمد العبد ربّه الذي يدعوه فيجيبه، وإن كان العبد بطيئاً في الاستجابة لدعاء ربّه.

ويحمد الله الذي يسأله فيعطيه، وإن كان العبد بخيلًا عندما يستقرضه الله.

ويحمد ربّه الذي يناديه كلما شاء لحاجاته، ويخلو به حيث شاء لسرّه، فيفتح له العبد من سرّ نفسه ما لا يبيحه للآخرين، من دون شفيع، ولا إذن ولا حاجب، يناجي ربّه متى يحبّ، ويفتح مكنون قلبه له متى يريد، ويبثّه همومه وشكواه متى أحبّ، فيقضي الله له حاجته.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست