responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 52

ويشرب الخليفة، ويسكر، ويرتاد قصره أصحاب المجون والخلاعة، ويمارس ألواناً من المجون، والخلاعة، والاستهتار، والسكر، والشرب وغير ذلك ممّا حرّمه الله، فلا ينكر ذلك عليه أحد غير أصوات معترضة محدودة هنا وهناك.

ويقوم بنو أميّة بتحريق الكعبة المشرّفة وهدمها، ثمّ لا تجد لهذه الجريمة أصداء استنكار ورفض في العالم الإسلاميّ‌[1].

لقد كان للانحراف الذي حدث في موقع القيادة في هذه الأمّة تأثير واسع على الأمّة، وإرادتها، ووعيها، ومقاومتها، وقدرتها على الرفض والاستنكار، والتزامها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما كان له تأثير سلبيّ على القيم والأفكار والأحكام والحدود التي تعتبر المحتوى والإطار الحضاري لهذه الأمّة.

وهو أمر طبيعي، فإن الفساد الذي يجري في قمة الهرم الاجتماعي في أيّة أمة ينسحب بالضرورة على كلّ المؤسّسات والبُنى والكيانات التي يتضمّنها الهرم الاجتماعي، بقدر ما تفقد الأمّة في هذا الفساد القيادي من حصانتها ومقاومتها وإرادتها.. وكلّما يكون تأثير هذا الإفساد أكثر في سلب حصانة الأمّة ومقاومتها، يكون مداه أوسع وحجمه أكبر ...

وقد رأينا قريباً أن بني أميّة بسطوا نفوذهم السياسيّ في العالم الإسلاميّ عن طريق الإرهاب والإفساد، وقد بسطت الكلام في ذلك في كتاب (وراث الأنبياء) بشكل موثّق ... وكان لأعمال الإرهاب والإفساد الذي مارسه بنو أميّة في وسط هذه الأمّة دور كبير في تجريد الأمّة عن المقاومة والمعارضة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. ورأينا فقهاء هذه الفترة يحمون البلاط الأمويّ من غضب الناس وثورتهم بالافتاء بحرمة الخروج على الظالم، مهما بلغ ظلمه‌


[1] - ذكرنا مصادر هذه الأحداث في أوّل الكتاب، فراجع.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست