responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 49

القيم والتنظيمات والأحكام الجاهلية، ويبني الفرد والمجتمع بناءً جديداً على أسس ومقاييس جديدة تماماً على أفكار الناس... وهذا ميراث (تشريعيّ) و (قيمي) و (عقائدي) عظيم، خلّفه رسول الله (ص) من بعده في هذه الأمّة.

ولحمايّة هذا الميراث الحضاريّ والتشريعيّ العظيم لابدّ من وجود قيادة أمينة، مستوعبة لشريعة الله وأحكامه وقيم هذه الشريعة ومعاييرها في التنظيم والتقييم. .. وفي غير هذه الصورة إذا حدثت انتكاسة في المواقع القياديّة في المجتمع، وتولّى قيادة الأمّة الناشئة اناس من نفس الطبقة التي كانت تحكم المجتمع الجاهلي من قبل، فقد تكوّنت عقولهم ونفوسهم في الحضارة الجاهلية ... فسوف يكون لهذه الانتكاسة تأثير كبير في تحريف دين الله وأحكامه وقيمه، ولعلّ اهتمام الإسلام بسلامة المواقع القياديّة (الإمامة) في المجتمع لهذا السبب.

وقد طلب إبراهيم (ع) بعد أن امتحنه الله بالكلمات الصعبة، وَ إِذِ ابْتَلى‌ إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَ‌ (البقرة: 124)، ورزقه الإمامة العامّة في حياة الناس‌ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً [البقرة: 124] .. طلب إبراهيم (ع) من الله أن يجعل الإمامة في ذرّيته‌ قالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي‌ [البقرة: 124].

فاستجاب الله تعالى لدعاء عبده وخليله إبراهيم، ولكن الله تعالى ذكّره بأن عهده في الإمامة وقيادة الأمّة، لا ينال الظالمين‌ قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌ [البقرة: 124]، ولن يكون الظالمون أهلًا لاستلام موقع الإمامة والقيادة في المجتمع الإسلاميّ.

3- الأمّة، وهي الكيان الحضاريّ المبارك الذي جعله الله أمّة وسطاً، وأمّة شاهدة على الناس، وحاملة للتوحيد، وقيّمة على البشريّة وَ كَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، [البقرة: 143].

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست