responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 35

وكأنّما استشعر الإمام من كلمة عبد الملك تهديداً له، فأجابه بهذا الجواب فإن أحببت أن تكون هو فكن)[1].

وروى المجلسيّ في البحار عن البرقيّ في (المحاسن) قال: (بلغ عبد الملك أن سيف رسول الله (ص) عنده- زين العابدين (ع)-، فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة، فأبى عليه.

فكتب إليه عبد الملك يهدّده وأنّه يقطع رزقه من بيت المال، فأجابه (ع):

(أمّا بعد فإن الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون. وقال جلّ ذكره:

إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ. [الحجّ: 38].

فانظر أيّنا أولى بهذه الآية)[2] ..

يقول شهاب الزهريّ: (شهدت عليّ بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديداً ووكل به حفاظا في عدّة وجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له، فأذنوا لي فدخلت عليه، وهو في قبّة والأقياد في رجليه والغلّ في يديه، فبكيت وقلت وددت أنّي مكانك وأنت سالم.

فقال يا زهريّ! أتظنّ أنّ هذا مما ترى عليّ وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئتُ ما كان، فإنّه وإن بلغ منك وبأمثالك، ليذكرني عذاب الله، ثمّ أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثمّ قال يا زهريّ لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة.

قال فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكّلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنّا لنراه متبوعاً إنّه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديدة.

قال الزهريّ: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك بن مروان فسألني عن عليّ ابن الحسين فأخبرته.


[1] - بحار الأنوار: 46/ 120- 121.

[2] - بحار الأنوار: 46/ 95. والمناقب لابن شهر آشوب: 3/ 302.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست