responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 32

ورغم كلّ هذه الحيطة والحذر من جانب الإمام زين العابدين (ع) كان بنو أميّة وعمّالهم يسعون ويعملون للقضاء على زين العابدين (ع) بأيّة ذريعة ممكنة. وقد قرأنا قريباً كيف همَّ (مسرف) بن عقبة أن يقتل الإمام (ع) لولا أن الله حفظه من بطش هذا المسرف.

روى الراونديّ في كتابه (الخرائج والجرائح): أن الحجّاج بن يوسف كتب إلى عبد الملك بن مروان: (إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل عليّ بن الحسين (ع))[1].

وأمر عبد الملك عامله على المدينة بإحضار الإمام (ع) إليه في الشام، فأُثقل الإمام بالحديد، ووكل به حُفّاظاً يحفظونه ليدخلوه على عبد الملك في الشام.

لقد كان الإمام يعلم بهذا الاستهداف، ويعرف نيّة بني أميّة تجاهه وتجاه شيعته علم اليقين، ويسعى بكلّ جهده لتفويت هذه الفرصة على بني أميّة.

أجل لم يشترك الإمام (ع) في ثورة أهل المدينة، ولكنه بذل ما في وسعه لحمايّة من تمكّن من حمايتهم من النساء والأطفال والرواة أيّام ثورة أهل المدينة على يزيد.. وقد ذكر المؤرّخون: أن الإمام (ع) آوى زهاء أربعمائة من النساء والأطفال والرجال وحماهم من فتك بني أمية.

وفي هذه الظروف أرسل المختار الثقفي (رحمه الله) إليه (ع) برؤوس قتلة الحسين (ع) وأولاده وأصحابه، فَسُرَّ الإمام (ع) بذلك وخرّ ساجداً لله ودعا له، وجزّاه خيراً[2].

واحتفل أهل البيت (عليهم السلام) بهذا الانتقام الإلهيّ العاجل من قتلة الحسين (ع) وأنصاره.


[1] - بحار الأنوار: 46/ 28، ح 19. والخرائج والجرائح: 257.

[2] - تاريخ اليعقوبي 2/ 259، دار صادر- بيروت.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست