responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 25

ولذلك كان يخافه بنو أميّة على ملكهم وسلطانهم ويرصدونه، ويتحيّنون الفرص به للقضاء عليه وأهل بيته وشيعته، لتخلو الساحة لبني أميّة من المعارضة الشيعيّة العلويّة.

وكان عليّ بن الحسين (ع) يعي كلّ ذلك، ويحرص ألا يعطي لبني أميّة هذه الفرصة في السنوات الثلاث الأولى، على الأقلّ، من عودته إلى المدينة.

فآثر (ع) في أوّل وهلة من عودته من الشام إلى المدينة أن يغيب عنها، ويسكن البادية، ويبتعد عن الناس، ليأمن بنو أميّة جانبه، وليرسخ في نفوسهم أنّ الإمام قد اعتزل (الحَضَر) و (السياسة) و (المعارضة) ولم يعدّ الإمام تهديداً فعلياً لحكومة بني أميّة.

يروي ابن أبي قرّة في (المزار) عن الإمام الباقر (ع)، قال: كان أبي عليّ بن الحسين (ع) قد اتخذ منزله بعد مقتل أبيه الحسين (ع) بيتاً من شعر، خارج المدينة، كراهيّة لمخالطة الناس.

وكان يسير في مقامه من الباديّة إلى العراق، زائراً لأبيه وجدّه (عليهماالسلام)، ولا يُشعر بذلك مِن فِعلِه‌[1].

لقد أبعدت هذه السياسة أنظار بني أميّة فعلًا عن الإمام زين العابدين، وأمنوا جانبه، وحفظ الإمام (ع) بذلك نفسه وأهله وشيعته من بطش بني أميّة برهة من الزمان.


[1] - راجع فرحة الغري لابن طاووس: 43. الإمام زين العابدين للسيّد عبد الرزاق المقرّم: 42. جهاد الإمام السجّاد زين العابدين( ع) للسيّد محمّد رضا الجلالي: 67.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست