responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 24

خرقة يمسح بها دموعه وخادم معه كرسيّ، فوضعه وجلس وهو مغلوب على لوعته، فعزّاه الناس، فأوما إليهم أن اسكتوا، فسكنت فورتهم فقال:

الحمد لله ربّ العالمين مالك يوم الدين بارء الخلائق أجمعين، الذي بَعُدَ فارتفع في السماوات العلى، وقرب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأمور وفجائع الدهور وجليل الرزء وعظيم المصائب.

أيّها القوم إنّ الله وله الحمد ابتلانا بمصيبة جليلة وثلمة في الإسلام عظيمة، قُتل أبو عبد الله وعترته، وسبي نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان من فوق عالي السنان، أيّها الناس فأيّ رجالات يسرّون بعد قتله؟ أيّة عين تحبس دمعها وتضنّ عن إنهمالها، فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار والسماوات والأرض والأشجار والحيتان والملائكة المقرّبون وأهل السماوات أجمعون.

أيّها الناس أيّ قلب لا ينصدع لقتله؟ أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟ أم أيّ سمع يسمع هذه الثلمة التي ثلم في الإسلام؟

أيّها الناس أصبحنا مطرودين، مشرّدين، مذودين، شاسعين، كأنّا أولاد ترك أو كابل من غير جرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه. ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين. إن هذا إلا اختلاق، والله لو أنّ النبيّ تقدّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاة بنا، لما زادوا على ما فعلوه، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون)[1].

إضطهاد وارث كربلاء

لقد كان عليّ بن الحسين زين العابدين (ع) وارث عاشوراء حقّاً، وكان يحمل تراث عاشوراء، وينشره أينما يحلّ ... فقد كان شاهد عاشوراء ووارثه وحامل خطابه.


[1] - معالم المدرستين للسيّد مرتضى العسكري: 3/ 169- 170 عن مثير الأحزان: 90- 91، اللهوف: 76- 2. 77 تاريخ الطبريّ: 2/ 379 ط، اروبا.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست