responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 22

ومع كلّ هذا الإرهاب والتصفيات الواسعة التي مارسها بنو أميّة تجاه شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ... بقى شيعة أهل البيت معارضة سياسيّة قويّة، ومسلّحة أحياناً في وجه بني أمية، يهدّدون سلطانهم وملكهم في كلّ حين، رغم كلّ القتل والسجن والمطاردة التي مارسها بنو أميّة بحقّ آل عليّ وشيعتهم.

ولذلك كان بنو أميّة يخطّطون للقيام بتصفيّة واسعة لشيعة أهل البيت (عليهم السلام) في العراق والحجاز، والتضييق عليهم في أرزاقهم ومطاردتهم وحبسهم وقتلهم، ومن يقرأ ما حدث لشيعة الإمام علي (ع) في العراق في عهد معاوية، وبعد ذلك، وفي عهد عبد الملك وهشام، وفي ولايّة الحجّاج في العراق، لا يتردد في هذه الحقيقة، وقد قرأنا من قبل كلمة الإمام الباقر (ع) في سياسة بني أميّة في استئصال شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، وملاحقتهم، ومطاردتهم، والتضييق عليهم.

لقد عاش الإمام زين العابدين (ع) هذه الفترة الصعبة بعد مصرع أبيه (ع) وأنصاره (رضوان الله عليهم) بكربلاء.

فكان الإمام عليّ بن الحسين (ع) يعمل ما في وسعه لئلا يعطي ذريعة لبني أميّة وعمّالهم ليمارسوا هذه التصفيّة السياسيّة الواسعة التي كان يخطّط لها بنو أميّة لشيعته.

وكان الإمام (ع) هو رأس هذا الاستهداف.. وكان بنو أميّة يعلمون جيّداً أن الإمام عليّ بن الحسين (ع) وارث عاشوراء، حضر كربلاء يوم عاشوراء، وحفظه الله تعالى من بطش الظالمين يوم عاشوراء، ليحمل ميراث الحسين (ع) سيّد الشهداء، وأنصاره الشهداء من بعدهم للمسلمين، فكان زين العابدين (ع) يحمل خطاب الشهداء في كربلاء وخطاب سيد الشهداء إلى المسلمين، وكان يشعر بثقل هذه المسؤوليّة، وكان يسعى لأداء هذا الخطاب أوسع أداء إلى الأجيال، وكان بنو أميّة يعرفون ذلك كلّه.. وقد لمسوا تأثير هذا الخطاب في مسيرة أهل البيت (عليهم السلام)، على هيئة أسرى من كربلاء إلى الكوفة، ومن الكوفة إلى الشام.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست