responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 202

وكان لابد من أن يكون بناء هذه الجماعة بناءً محكماً مقاوماً يقاوم ضغوط النظام والفتن السياسيّة والاجتماعية.

ولتحقيق ذلك كان لابدّ من التواصل والتكافل والتعاون الشديد على البرّ والتقوى داخل الجماعة، وفي نفس الوقت المحافظة على سريّة هذه الجماعة وإبعادهم عن الأضواء للابقاء عليهم بعيداً عن سطوة وضراوة النظام.

ولذلك كان أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) يؤكّدون على أهميّة التواصل والتكافل والتعاون على البر والتقوى بينهم، كما كانوا يؤكّدون في نفس الوقت، على التواصل والتعاون والتكامل في بحر الأمّة العريض.

وكانوا يواجهون أصحابهم بعتاب وانقباض، إذا وجدوا منهم تثاقلًا في مساعدة اخوانهم ومدّ اليد إليهم في ما يواجهونه من المعاناة والعذاب، وعندما يجدون قصوراً من بعضهم في التواصل والتكامل والتعاون داخل الجماعة.

روى إسحاق بن عمّار الصيرفي قال: كنت بالكوفة، فيأتيني إخوان كثيرة، وكرهت الشهرة، فتخوفت أن أشتهر بديني، فأمرت غلامي، كلّما جاءني رجل منهم يطلبني يقول: ليس هو ههنا.

قال فحججت تلك السنة، فلقيت أبا عبد الله (ع)، فرأيت منه ثقلا وتغيّرا فيما بيني وبينه. قال قلت جعلت فداك ما الذي غيّرني عندك؟ قال الذي غيِّركّ للمؤمنين. قلت: جعلت فداك، إنّما تخوفت الشهرة، وقد علم الله شدّة حبّي لهم. فقال: يا إسحاق لا تَمُلَّ زيارة إخوانك، فإن المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن، فقال مرحباً كتب الله له مرحبا إلى يوم القيامة، فإذا صافحه أنزل الله فيما بين إبهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لأشدّهم حبّاً لصاحبه، ثمّ أقبل الله عليهما بوجهه، فكان على أشدّهما حبّاً لصاحبه أشدّ إقبالا، فإذا تعانقا، غمرتهما الرحمة، فإذا لبثا لا يريدان إلا وجهه، لا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا، قيل لهما: غفر الله لكما فاستأنفا فإذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضهم لبعض: تنحّوا عنهما فإن‌

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست