responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 167

وهذه المكاشفة لا تجري بين طرفين مختلفين، كما نفهم نحن من هذه الكلمة، وإنّما تجري داخل النفس بين الإنسان ونفسه، عندما يخلو الإنسان بنفسه.

الخلوات النافعة

وهذه الخلوة (بالنفس) من الخلوات النافعة للإنسان، والإنسان بحاجة في حياته إلى خلوتين.

خلوة بالله تعالى، وخلوة بنفسه.

وفي هاتين الخلوتين يكاشف الإنسان ربّه سبحانه وتعالى ويكاشف نفسه بما لا يستطيع أن يكاشف به أحداً من الناس، ويتكتّم به عن كلّ الناس.

والإنسان بحاجة إلى هاتين المكاشفتين، فإن التكتّم على ما يجري داخل النفس يؤدّي إلى اختفاء ما يجري فيها مما يتكتّم بها داخل نفسه إلى دهاليز النفس العميقة، مما يؤدّي إلى تعقيدات وأمراض نفسيّة كثيرة داخل النفس ...

فقد يرتكب الإنسان ذنباً وجريمة يؤنّبهما عليه ضميره، ولا يتمكّن أن يكاشف بذلك أحداً، وقد يحتاج إلى شي‌ء لا يستطيع أن يفاتح أحداً به.

فتختفي هذه الحاجات والمنغّصات النفسيّة في دهاليز النفس العميقة المظلمة، وتتحوّل في النفس إلى تعقيدات وأمراض نفسية.

ولكن الإنسان لا يتكتّم بشي‌ء مما يدور في نفسه من ذنوبه وآثامه وحاجاته وطلباته التي يتكتّم بها على الناس ... لا يتكتّم بها على الله‌ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى‌ [طه: 7]، فلا يخفى على الله تعالى شي‌ء مما يدور في نفسه ويختبئ في أعماق نفسه البعيدة.

ولعلَّ ذلك هو المقصود من كلمة (وأخفى) في هذه الآيّة الكريمة.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست