responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 162

أحد، ولا يأنس بأحدٍ ولا يستأنس به أحد، كما لو كان الإنسان مسافراً، بعيداً عن أهله ومجتمعه وأصدقائه في بلد غريب، يعيش في الفنادق وليس في بيته ...

ولكن، شرّ أنواع الغربة هو أن يعيش الإنسان غريباً عن أقرب النفوس إليه، وهو نفسه التي بين جنبيه، ويحجبه عنها حجاب غليظ.

وهي كذلك من نتائج الحضارة الماديّة المعاصرة، فهي تطمر فطرة الإنسان وضميره وعواطفه، بل وعقله أحياناً، وتوجه الإنسان إلى أن يتنكّر لها ... ثمّ يتحوّل هذا التنكّر إلى حجاب بينه وبين نفسه.

وهو نوع من العقوبة الإلهيّة للحضارات الماديّة التي تتنكّر للمواهب الروحيّة والنفسيّة التي أودعها الله تعالى في نفس الإنسان، فيعاقبهم الله بذلك وينسيهم أنفسهم ...

وتأتي هذه العقوبة الإلهيّة للإنسان من سنخ الجريمة.

يقول تعالى: نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ‌ [الحشر: 19].

والعقوبة هنا من سنخ الجريمة وهذه هي حالة الشرود عن الذات.

ولقد كان الحسين (ع) يقول للناس الذين وقفوا يوم عاشوراء لقتاله:

ارجعوا إلى أنفسكم فعاتبوها

ولابدّ للناس الذين تقتطع منهم الحضارة الماديّة أنفسهم وضمائرهم وفطرتهم وقلوبهم من ملجأ يلوذون به لينسيهم أنفسهم، وقد وفّرت الحضارة الماديّة المعاصرة للإنسان المعاصر الذي يعيش هذه الحضارة، هذا الملجأ الذي يشرد إليه الناس من أنفسهم في المخدّرات والسكر والطرب واللهو للفرار عن أنفسهم، وإنّما يسمّيها الإسلام لهواً لأنّها تلهي الإنسان وتشغله عن نفسه.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست