responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 149

وهو كلام عجيب يستوقف الإنسان.

هي فتنة عمياء صمّاء مطبقة مظلمة، تسلب الناس بصائرهم (عمياء)، وتسلب الناس أسماعهم (صمّاء)، ومطبقة مظلمة، لا ينفذ إليها النور والهدى، كانما السماء أطبقت على الأرض.

تعم الفتنة فيها الجميع: أصحاب البصائر، والعُمْي الصمّ كلّهم، فيكون الابتلاء والمعاناة والعذاب والقتل والمطاردة فيها من حظ اصحاب الأبصار (أصاب البلاء من أبصر فيها)، وهو ضريبة البصيرة والوعي.

وأمّا العُمْي الصُمُّ البُكم فحظّهم فيها العافيّة في الدنيا، وإن كانت تُخْطِأهم أحياناً.

وفي هذه الفتن يظهر أهل الباطل (العمي، الصمّ، البكم) على أهل أصحاب الحقّ (أهل البصائر) ... هذا هو التصوّر العلوي لفتنة بني أميّة.

كيف تتكوّن الفتنة:

إن الفتن تهبُّ كالأعصار تصيب بلداً وتنحرف عن أخرى، وقد قرأنا لأمير المؤمنين (ع) قبل قليل: (إن الفتن كالرياح (يصبن بلداً ويخطئن أخرى)[1]، فإذا أصابت بلداً سلبتهم بصائرهم ووعيهم، وعمّتهم الفتنة جميعاً أصحاب البصائر منهم والعُمْي الصُمُّ البكمُ ...

ولماذا تصيب بلداً وتخطئ أخرى؟

لأن رياح الفتنة تطلب البلاد التي يعصي الناس فيها الله تعالى.

يقول أمير المؤمنين (ع)

أيّها الناس! إنّما بدأ وقوع الفتن أهواء تُتَّبِع، وأحكام تُبْتَدع، يخالَف فيها حكم الله، يتولّى فيها رجال رجالًا[2].


[1] - الغارات للثقفي: 10/ 10.

[2] - نهج البلاغة الخطبة رقم 5.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست