responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 133

فلقد لعمري استدبرتم الأمور الماضيّة في الأيّام الخاليّة من الفتن المتراكمة، والانهماك‌[1] فيها، ما تستدلّون به على تجنب الغواة وأهل البدع والبغي والفساد في الأرض بغير الحقّ.

فاستعينوا بالله، وارجعوا إلى طاعة الله وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اتُّبعَ فاطيع.

فالحذر، الحذر، من قبل الندامة، والحسرة، والقدوم على الله، والوقوف بين يديه.

وتالله ما صدر قوم قطّ من معصيّة الله إلا إلى عذابه، وما آثر قوم قطّ الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم، وساء مصيرهم، وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان‌[2].

فمن عرف الله خالِقه، حثّه الخوف على العمل بطاعة الله.

وإنّ أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا إليه. وقد قال الله: إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [فاطر: 28].

فلا تلتمسوا شيئاً مما في هذه الدنيا بمعصيّة الله، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله، واغتنموا أيّامها، واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله، فإن ذلك أقلّ للتبعة، وأدنى من العذر، وأرجأ للنجاة، فقدّموا أمر الله وطاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلّها، ولا تقدّموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت من زهرة الدنيا بين يدي الله على طاعته وطاعة أولي الأمر منكم.

واعلموا أنّكم عبيد الله، ونحن معكم، يحكم علينا وعليكم سيّد حاكم غدا، وهو موقفكم ومسائلكم، فأعدّوا الجواب، قبل الوقوف، والمسائلة والعرض على ربّ العالمين، يومئذ لا تكلّم نفس إلا باذنه.


[1] - الانهماك: التمادي في الشي‌ء واللجاج فيه.

[2] - الألف: الأليف.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست