responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 13

وإذا كان الحرمان الشريفان بهذه المثابة فما بالك بسائر أقطار العالم الإسلاميّ من مصر والعراق وإيران والشام؟

هذه السياسة المزدوجة من (الإرهاب) و (الإفساد) آتت ثمارها التي كان يسعى إليها آل أميّة في تمكينهم من السلطان في العالم الإسلاميّ الواسع يومئذ..

المعارضة الشيعيّة:

وكانت المعارضة الوحيدة التي صمدت بوجه بني أميّة في هذه الفترة هي المعارضة الشيعيّة .. فلم يتمكّن بنو أميّة أن يروّضوا هذه المعارضة لسياساتهم.

ورغم كلّ الوسائل التي استخدمها بنو أميّة في تذليل هذه العقبة وتطويع شيعة أهل البيت (عليهم السلام) من خلال الإرهاب والإفساد، لم يتمكنوا من القضاء على هذه المعارضة.

أمّا المعارضة الخارجيّة (الخوارج)، فلم تقاوم الإرهاب الأمويّ طويلًا، فقد كانت حركة الخوارج حركة انتحاريّة انفعاليّة، شعاريّة، غير عقلانيّة، ولا تملك خطّة مدروسة لمواجهة بطش بني أميّة، وسلطانهم، وإفسادهم.

ولذلك لم يتمكّن الخوارج مِن أن يقاوموا بني أميّة طويلًا، وسرعان ما انتهت هذه الحركة، ويكاد أنّ يختفي دورهم في التاريخ الإسلاميّ، بعد البطش الذي مارسه الحجّاج ضدّهم.

أمّا حركة أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم فكانت حركة متميّزة بالعقلانيّة والحزم والسريّة والكتمان الشديد والتقيّد وتجنّب الانفعال والطيش.

وقد كان الإمام زين العابدين (ع) يطلب من شيعته أن يتجنّبوا حالة الطيش والنزق وقلّة الكتمان، التي كان يعرفها عند بعض الناشئين من شيعته، فيقول (ع):

وددت والله أنّي افتَديت خصلتين في الشيعة ببعض لحم ساعدي: النزق، وقلّة الكتمان‌[1].


[1] - أصول الكافي: 2/ 221.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست