responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 117

فخذ حِذرك، وانظر لنفسك، وأعِدِ الجواب قبل الامتحان والمساءلة والاختبار، فإن تكُ مؤمناً عارفاً بدينك، متبعاً للصادقين، موالياً لأولياء الله، لقّاك الله حجّتك، وأنطق لسانك بالصواب، وأحسنت الجواب، وبُشّرت بالرضوان والجنّة من الله عزّ وجلّ، واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان، وإن لم تكن كذلك، تلجلج‌[1] لسانك، ودحضت‌[2] حجّتك، وعييت‌[3] عن الجواب، وبُشّرت بالنار، واستقبلتك ملائكة العذاب بنُزل من حميم وتصليّة جحيم.

واعلم يا ابن آدم، إن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع له الناس، وذلك يوم مشهود، يجمع الله عزّ وجلّ فيه الأوّلين والآخرين، ذلك يوم يُنفخ في الصور، وتُبعثر فيه القبور، وذلك يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين، وذلك يوم لا تقال فيه عثرة، ولا يؤخذ من أحد فدية، ولا تُقبل من أحد معذرة، ولا لأحد فيه مستقبل توبة، ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء بالسيّئات.

فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من خير وجده، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرّة من شرّ وجده.

فاحذروا أيّها الناس من الذنوب والمعاصي، ما قد نهاكم الله عنها، وحذّركموها في كتابه الصادق والبيان الناطق، ولا تأمنوا مكر الله وتحذيره وتهديده، عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللّذات في هذه الدنيا، فإن الله عزّ وجلّ يقول: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ‌[4] (الأعراف: 201).


[1] - أي تردد.

[2] - أي بطلت.

[3] - أي عجزت.

[4] - مسهم: ألمّ بهم. طائف من الشيطان: قيل هو الغضب، وكل ما طاف بالإنسان من نزغ الشيطان ووسوسته.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست