responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 112

واللّذات.. فإن خطاب الدعاء نحو من العروج إلى الله، بدرجة من الدرجات، وجوهر هذا العروج هو التحرّر من الدنيا وعلائقها.

والخطاب الثاني هو (الخطاب الوعظيّ). ولهذا الخطاب تأثير كبير في ترقيق القلوب القاسية، وتزهيد النفوس المتعلّقة بالدنيا وتحريرها منالتعلّق بالدنيا، ويزيل بشكل واضح الدين الصدأ المتراكم على النفوس.

فإن الانغماس في الذات الدنيا ومتاعها، والتعلّق بها يترك على نفس الإنسان صدأً كثيراً، وريناً، يحجبه عن الله تعالى، ويسلبه الشفّافيّة التي هي أعظم خصائص القلب. وللموعظة تأثير كبير في إزالة هذا الصدأ والرين عن القلوب، وإعادة الشفّافيّة إلى القلوب وترقيقها.

ومن مهام الخطاب الوعظيّ التذكير بالموت وتنبيه الناس إلى عدم وفاء الدنيا بالإنسان، وأنَّ الأجل ينغض عليه لا محالة، فينتزعه من كلّ تعلّقاته بالدنيا في لحظة واحدة.

وهذا التذكير يقصّر أمل الإنسان في الدنيا، وهو دواء ناجع لكثير من الأمراض النفسيّة... فإن طول الأمل في الدنيا من أكبر مصائب الإنسان، ولا يحرّره منه إلا التذكير المتصل بالموت، وتقريبه إلى الإنسان.

فإن (الموت) كما هو هادم اللّذات، كذلك التفكير والتذكير به يكفكف جماح أهواء النفس ويقصّر أمله في الحياة الدنيا.

الخطاب الدعائي- الوعظيّ المزدوج:

وعندما يتألّف الخطاب الواحد منهما، فيكون دعاءً ويكون وعظاً في وقت واحد فإن أثره في تهذيب النفس وترقيقها يتضاعف ...

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست