وقد ولغ الحّجاج من الدماء حدّاً لا يُتصوّر، إذْ كانت لذّته في سفكها وإراقتها. قال الدميريّ:
كان الحَجّاج لا يصبر عن سفك الدماء، وكان يخبر عن نفسه أنّ أكبر لذّاته إراقته للدماء، وارتكاب أمور عظيمة لا يقدر عليها غيره[1].
ولقد أجهز على مقدّرات الناس كلّها، حتّى قال عمر بن عبد العزيز:
لو جاءت كلّ امّة بخبيثها وجئْنا بالحَجّاج لغلبناهم[2].
ولقد سخر الحجّاج من القيم كلّها، حتّى بلغ تطاوله شخصيّة رسول الله (ص)، وسخر من الذين يحفّون بقبره، ويقصدون زيارته، فقال:
تبّاً لكم، إنّما تطوفون بأعواد ورمّة[3]. وهذا هو الكفر بعينه،
[1] حياة الحيوان الكبرى: 1/ 237.
[2] - نهايّة الأرب: 21/ 334. ورواه عن الأوزاعيّ.
[3] - حياة الحيوان الكبرى: 1/ 242. والرّمَّة: العظام الباليّة.