بين يدي الكتاب‌

كنت بمدرسة الصدر في النجف الأشرف عام (1383 ه-) بعد أن قام طاغية إيران إذّاك بما أسماه «الثورة البيضاء للشاه والشعب» وكان من نتائج ثورته قانون بعنوان‌ «قانون حماية الأُسرة» وأعظم ما فيه بنود تخالف نصّ رسول الله (ص) إذ قال: «الطلاق بيد من أخذ بالساق».

ووقع إليّ هناك- من قادم كريم من إيران- أعداد مجلة مصوّرة فارسية خاصة بالمرأة باسم «زن روز المرأة العصرية» وفيها مقالات للمرحوم الأُستاذ الشهيد العلّامة الشيخ مرتضى المطهري الخراساني (قدس سره) ينتقد فيها هذا القانون المخالف لشريعة الله تعالى.

فسألنا المشايخ يوم ذاك عنه فقالوا فيه: إنّه من الأفراد البارزين من مجتهدي تلامذة المرحوم آية الله السيّد حسين البروجردي (قدس سره) وبعد وفاة أُستاذه تقبّل التدريس بكلية «الإلهيات/ الشريعة» في‌طهران في الفلسفة الإسلامية وغيرها وكان من فروع التاريخ الإسلامي المقرّر تدريسه في هذه الكلية في إيران دروس بعنوان «الإسلام وإيران».

كان النظام السابق اللا إسلامي يقصد من وراء ذلك تقرير ما يقدّمه الإيرانيون من خدمات وجهود فكرية وعلمية، وغيرها للإسلام أكثر من أن يكون قاصداً لتقرير معطيات الإسلام للمسلمين في إيران! أي كان قاصداً بذلك خدمة قومية وطنية لتاريخ إيران أكثر من أن يكون قاصداً بذلك تقريراً لتاريخ الإسلام ومعطياته وآثاره!

فعمد المرحوم الأُستاذ الشيخ الشهيد (قدس سره) لدحض ذلك الى ثلّة من المهندسين المؤمنين حيث أقاموا ندوة باسمهم استمرت قائمة أكثر من أربعة عشر عاماً، ألقى فيها الأُستاذ الشهيد الفصل الأوّل من هذا الكتاب بعنوان «الإسلام والقوميات».